منذ إعلان نائبة الرئيس كامالا هاريس ترشحها للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، شهدت حملتها تدفقاً كبيراً في التبرعات، حيث جمعت أكثر من 540 مليون دولار في فترة قصيرة لم تتجاوز الشهر، هذا الدعم المالي القوي يعكس حماساً متزايداً داخل صفوف الحزب الديمقراطي وترقباً كبيراً لترشح هاريس، التي أصبحت الوجه الأبرز للحزب بعد تنحي الرئيس الحالي جو بايدن عن الترشح.
في الأسبوع الأخير من المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، تضاعف تدفق التبرعات، حيث أضافت الحملة مبلغاً هائلاً قدره 82 مليون دولار إلى مجموع التبرعات الكلي، وفقاً لما ذكرته مديرة الحملة، جين أومالي ديلون. هذا الإنجاز غير المسبوق جعل حملة هاريس تسجل رقماً قياسياً وهو أكثر من 540 مليون دولار في جمع التبرعات خلال فترة زمنية قصيرة، وهو مؤشر قوي على الحماس المتزايد والدعم الكبير الذي تحظى به هاريس من قِبل الناخبين الديمقراطيين.
حملة هاريس التي بدأت في 21 يوليو، جاءت بعد قرار بايدن بالتنحي تحت ضغوط من داخل الحزب، حيث أبدى العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي قلقهم بشأن قدراته الذهنية، خاصة بعد أدائه المتلعثم خلال مناظرة جمعته مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب في نهاية يونيو قرار بايدن بالتنحي فتح الباب أمام هاريس لتتقدم كمرشحة رئيسية للحزب، مما خلق زخمًا كبيرًا حول حملتها ورفع من مستوى التوقعات بين الناخبين الديمقراطيين.
ترشح هاريس للرئاسة لم يكن مجرد خطوة تقليدية ضمن سياق الحملة الانتخابية، بل كان نقطة تحول حقيقية في المشهد السياسي الأمريكي، حيث انتقلت هاريس إلى موقع القيادة داخل الحزب الديمقراطي بسرعة كبيرة، مما دفع ترامب إلى موقف دفاعي،في الوقت الذي تكافح فيه حملة ترامب للحفاظ على الاهتمام الإعلامي، تبدو حملة هاريس في وضع قوي ومتميز، مستفيدة من تدفق التبرعات والدعم الواسع.
كما أن الدعم المالي الضخم الذي تتلقاه هاريس يعكس ثقة الناخبين الديمقراطيين بقدرتها على منافسة ترامب في الانتخابات المقبلة، هذا الحماس من القاعدة الشعبية للحزب يجعل من حملتها واحدة من أقوى الحملات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهها في السباق الرئاسي، فإن الدعم المالي الكبير يشير إلى أن هاريس قادرة على الاستمرار في جمع الموارد اللازمة لخوض معركة انتخابية قوية وفعالة.
في الوقت الذي تستمر فيه حملة هاريس في جذب التبرعات، يتزايد الضغط على ترامب للحفاظ على موقعه في السباق الانتخابي، خاصة مع التحديات المتزايدة التي يواجهها داخل حزبه وخارجه، بينما تستمر هاريس في تعزيز مكانتها كمرشحة رئيسية للحزب الديمقراطي، يترقب الجميع كيف ستتطور الأمور في الأشهر المقبلة مع اقتراب موعد الانتخابات.
وفي ظل هذا التنافس المحتدم، يبدو أن هاريس مستعدة لمواجهة ترامب بكل قوة، مستندة إلى الدعم المالي الكبير والزخم الشعبي المتزايد، هذا الدعم يعكس رغبة قوية من الناخبين الديمقراطيين في رؤية تغيير حقيقي في القيادة الأمريكية، ويشير إلى أن هاريس قد تكون الشخصية القادرة على تحقيق هذا التغيير في الانتخابات المقبلة.