في سياق توترات متصاعدة في منطقة شرق آسيا، أطلق الرئيس التايواني "لاي تشينغ تي" دعوة قوية للاتحاد في مواجهة التهديد المتنامي من الصين، حيث جاء هذا النداء تزامناً مع الذكرى السادسة والستين للهجوم الصيني الشرس على جزر كينمن، والذي يعتبر رمزاً للتوترات المستمرة بين الصين وتايوان الزيارة، التي قام بها الرئيس "لاي" إلى مقبرة كينمن تعكس الأهمية الرمزية لهذا الهجوم التاريخي.
حيث في عام 1958 شهدت جزر كينمن تصعيداً عسكرياً غير مسبوق من قبل جيش التحرير الشعبي الصيني، بينما أطلق الجيش الصيني 470 ألف قذيفة على كينمن والجزر المحيطة بها، ما أسفر عن مقتل 618 شخصاً بينهم مدنيون وجنود، هذا الهجوم الذي استمر 44 يوماً.
فهو شكل واحدة من أكثر الفصول دموية في الصراع بين الصين وتايوان، والذكرى السنوية لهذا الهجوم تجسد الجراح التي لا تزال قائمة في الذاكرة الجماعية للتايوانيين، مما يجعل دعوة الرئيس لاي للوحدة أكثر أهمية، وخلال زيارته لمقبرة كينمن.
حيث قام لاي بوضع إكليل من الزهور تكريماً لضحايا الهجوم وقال لاي:
"نحن بحاجة إلى استلهام القوة من شجاعة الجنود الذين دافعوا عن أرضهم في مواجهة العدوان، ويجب أن نكون مصممين على حماية تايوان من أي تهديد".
أما عن الأزمة الحالية تتجلى في تزايد الضغوط العسكرية والسياسية من الصين، حيث تعتبر بكين تايوان جزءاً من أراضيها وتؤكد أنها ستستعيد السيطرة عليها في نهاية المطاف، وقد كثفت الصين من إجراءاتها لفرض هيمنتها على الجزيرة، متخذة خطوات تشمل إجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق حول تايوان وزيادة نشاطها العسكري في المنطقة.
بينما أشار رئيس تايوان "لاي تشينغ تي" إلى أن الوضع الأمني اليوم يشابه التهديدات، التي واجهها التايوانيون في الماضي، وعلى الرغم أن الظروف قد تكون قد تغيرت قليلاً وقال:
"إذا أردنا التصدي للتهديد الصيني، يجب أن نتحد ونلتزم بالدفاع عن سيادتنا الوطنية وحماية ديمقراطيتنا".
"لاي" شدد على أن تايوان بحاجة إلى بناء جبهة داخلية قوية لمواجهة أي محاولات من الصين لزعزعة استقرارها، ورداً على تصعيد الموقف، قامت الصين بإجراء مناورات عسكرية مكثفة حول تايوان، هذا بعد تولي "لاي" منصب الرئاسة، قامت بكين بإجراء مناورات واسعة النطاق حول الجزيرة.
هذا مما أثار قلقاً دولياً وعمق من توترات المنطقة، كما وصفت الصين "لاي" بأنه انفصالي خطير بسبب مواقفه الداعمة لسيادة تايوان، حيث أعلنت وزارة الدفاع التايوانية مؤخراً عن رصد نشاط مكثف للقوات الصينية في المحيط المحيط بالجزيرة.
وخلال الـ 24 ساعة الماضية حيث تم تسجيل 41 طائرة عسكرية و7 سفن حربية صينية بالقرب من تايوان، كما شهدت الجزيرة طلعات جوية متكررة للمقاتلات وإطلاق مسيرات صينية حولها، ما يعكس حجم الضغط العسكري الذي تتعرض له، وفي ظل هذا التصعيد.
يؤكد الرئيس "لاي" على أهمية الوحدة الوطنية في التصدي للتحديات الحالية، وأضاف قائلاً:
"لتحقيق هدفنا في حماية تايوان، يجب علينا أن نتحد كأمة واحدة ونبقى يقظين في مواجهة أي تهديدات قد تظهر".
كما تجسد هذه الرسالة في دعوة تعزيز الجبهة الداخلية وبناء استعداد عسكري واقتصادي لمواجهة الضغوط الصينية، ومن خلال هذا الخطاب، يسعى "لاي تشينغ تي" إلى تعزيز روح التضامن الوطني، مؤكداً على أهمية أن يكون الشعب التايواني متحداً في هذه المرحلة الحاسمة.