شهدت روسيا يوم الأربعاء انقطاعًا دام عدة ساعات في خدمات المراسلة الشهيرة، واتساب وتيليغرام. تسبب الحادث في إزعاج كبير حيث تعطلت كلتا الخدمتين في جميع أنحاء البلاد، مما أثر على ملايين المستخدمين، وعلى الرغم من حجم الانقطاع، امتنعت هيئة مراقبة الاتصالات الحكومية الروسية عن تقديم أي تفسير أو تحديد الأسباب المحتملة وراء الانقطاع، مما ترك الكثيرين في حالة من القلق في ظل هذه الظروف.
ان تطبيق الواتساب وتليغرام من بين تطبيقات المراسلة الأكثر شعبية في روسيا ، حيث يعتبر تليغرام مهمًا بشكل خاص لمختلف المجتمعات والشركات والمنافذ الإعلامية التي تعتمد عليه في التواصل وتبادل المعلومات. كما يستخدم الواتساب، المملوك لشركة ميتا، بشكل كبير في الاتصالات الشخصية، مما يجعل هذا الانقطاع مؤثرًا بشكل خاص.
كما أثار الانقطاع المزدوج لهذه المنصات قلقًا واسع النطاق بين المستخدمين، الذين غمروا منصات ومنتديات التواصل الاجتماعي لمناقشة الحدث والبحث عن إجابات.
أثار توقيت وحجم هذا الانقطاع بطبيعة الحال تساؤلات وتكهنات حول أسبابه المحتملة، خصوصًا في بلد تُراقب فيه الاتصالات الرقمية وتُنظم بشكل صارم. غالبًا ما يُنظر إلى أي تعطيل للمنصات الإلكترونية الرئيسية بعين الشك، حيث يُفحص لأسباب سياسية أو تقنية أو حتى لارتباطه بهجمات إلكترونية. ولكن في ظل غياب توضيح رسمي من السلطات، لم يجد المستخدمون والمحللون سوى التكهن بما إذا كان السبب يعود إلى خلل تقني، أو تدخل متعمد من الدولة، أو ربما هجوم سيبراني.
تاريخياً، كانت روسيا تتحكم بشكل صارم في الإنترنت ووسائل الاتصال، الحكومة الروسية اشتبكت في الماضي مع شركات تكنولوجيا مثل ميتا وجوجل وتيليجرام حول قضايا مثل خصوصية البيانات والتشفير والامتثال للقوانين المحلية. وكان النزاع مع تيليجرام خاصاً، حيث تم حظر التطبيق مؤقتاً في روسيا عام 2018 بسبب رفضه تزويد السلطات بالوصول إلى بيانات المستخدم المشفرة. ورغم أن الحظر رفع في النهاية، إلا أن التوتر بين تيليجرام والحكومة الروسية استمر بعد ذلك.
وجب الذكر، أن الهجمات الإلكترونية أصبحت مصدر قلق متزايد في روسيا، خاصةً في ظل التوترات الجيوسياسية. فقد كانت البلاد مستهدفة ومنفذة للهجمات الإلكترونية، مما يجعل أي انقطاع واسع النطاق يثير مخاوف من احتمال حدوث هجوم سيبراني. في غياب معلومات واضحة، فكر بعض الخبراء في إمكانية أن يكون الانقطاع نتيجة هجوم إلكتروني يستهدف البنية التحتية للاتصالات في روسيا، رغم أنه لا يوجد دليل مباشر يدعم هذه الفرضية.
في أعقاب الانقطاع، لجأ بعض المستخدمين إلى منصات مراسلة أخرى، بينما انتظر آخرون استعادة الخدمات. واستمر الانقطاع لعدة ساعات قبل استئناف الخدمة العادية.
سلط الحادث الضوء على الاعتماد الكبير على منصات الاتصالات الرقمية و إمكانية حدوث مثل هذا الانقطاع. وفي ظل عدم وجود تفسير رسمي من هيئة مراقبة الاتصالات الحكومية في روسيا، يظل السبب الحقيقي للانقطاع مسألة تكهنات بالنسبة الي المستخدمين.