زيادة أسعار أنبوبة البوتاجاز في مصر أثارت المخاوف بخصوص أزمة الغلاء المتواصلة داخل البلاد، خصوصاً السلع والخدمات التي تعتمد بصورة أساسية على أنابيب البوتاجاز ، بعد وصول الزيادات الجديدة للأنبوبة إلى حوالي 50 في المائة.
قررت وزارة البترول والثروة المعدنية إرتفاع سعر «أنبوبة البوتاجاز» المنزلية من 100جنيه مصري إلى 150 جنيهاً، بداية من اليوم الأربعاء الموافق 18 سبتمبر 2024، وذلك وفق وسائل الإعلام المحلية، فقد تقررت رفع سعر أسطوانة البوتاجاز التجارية التي تستخدمها المطاعم والمحال التجارية والمقاهي من 150جنيه إلى 250 جنيه مصري.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن مصادر لها داخل وزارة البترول، قولها بإنها تقرر أيضاً رفع سعر طن المازوت الذي تقوم بتوريده لمحطات توليد وإنتاج الكهرباء من 2500 جنيه إلى 6500 جنيه، مع استمرار تثبيت الاسعار للمصانع،وتمت ايضا زيادة سعر بيع الغاز السائل إلى 12 ألف جنيه للطن الواحد .
أثار قرار زيادة أنبوبة البوتاجاز المنزلية مخاوف جميع المصريين من موجة الغلاء الجديدة التي سوف تُطال بعض السلع والمنتجات، وصعد المواطنين هاشتاغ ( #البوتاجاز_المنزلي) التريند المصري على منصة «إكس» اليوم الأربعاء ، بينما اشتكى المتابعين من تأثير الزيادات الجديدة في سعر الأنبوبة على معيشتهم اليومية، وتحدث آخرين عن زيادات قادمة متوقعة في أسعار المطاعم والمخابز ،كما لم تخلوا ايضا تعليقات المتابعين من الفكاهة بسبب ارتفاع سعر الأنبوبة.
ويرى الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي المصري، أن القرار سوف يتسبب بالفعل في موجة جديدة من الغلاء ، وقال إن : «رفع سعر أنبوبة البوتاجاز المنزلية سوف يضيف أعباء جديدة على تكلفة المعيشة اليومية في قطاعات كبيرة من المصريين، كما يؤدي إلى زيادة أسعار العديد من السلع».
وحسب ماذكره النحاس فإن « المقاهي والمطاعم التي تستخدم أنابيب البوتاجاز سوف ترفع سعر منتجاتها، مثل الفول والطعمية والمشروبات، وايضا مصانع الأسمدة والسيارات التي تعمل بالغاز، كما انه سوف يرتفع رغيف الخبز السياحي»، واوضح أن سبب رفع سعر الأنابيب يرجع الي ارتفاع تكلفة استيراد الغاز بسبب انخفاض قيمة الجنيه، علي الرغم أن السعر العالمي للغاز لم يرتفع .
وفي شهر أغسطس الماضي، رفعت الحكومة أسعار الكهرباء بنسبة 40 %، وذلك بعد عدة أيام فقط من زيادة سعر الوقود (البنزين والسولار)، واصطحبها تطبيق زيادات جديدة على أسعار تذاكر المترو و القطارات ، بنسب تراوحت ما بين 25 % الي 33 في المائة.
وتعاني مصر في الوقت الحالي من موجة غلاء أدت إلى زيادات متتالية في أسعار جميع الخدمات والسلع الأساسية، وفي الأسابيع الماضية شهدت البلاد شكاوى عديدة من ارتفاع أسعار الكثير من المنتجات، وعلى رأسها كان البيض، والطماطم، والبطاطس.
وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، من خلال منصة «إكس»، إن الحكومة تقرر رفع أسعار أسطوانة البوتاجاز المنزلي، و ايضا أسعار الأسطوانات التجارية »، و هذا القرار جاء ضمن خطة "ترشيد دعم المنتجات البترولية والغاز الطبيعي".
وتسعى الحكومة المصرية جاهدة إلى مواجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية عن طريق توسيع مظلة الحماية الاجتماعية لمحدودين الدخل، وتوفير المنتجات عن طريق منافذ التوزيع الرسمية وبأسعار منخفضة، و إطلاق مبادرات متنوعة مع كبار المنتجين والتجار لتخفيض الأسعار علي المواطنين.
وأطلقت وزارة الزراعة ووزارة التموين، اليوم الأربعاء، مبادرة مشتركة من اجل ضبط أسعار بيض المائدة، متعاونة مع اتحاد منتجين الدواجن، حسب بيان صحافي مشترك.
من جهة اخري، حذر عضو مجلس النواب المصري عاطف المغاوري، من الكثير من المخاطر الاجتماعية لاستمرار موجات الغلاء المتتابعة ، وقال إن انابيب البوتاجاز المنزلية يستخدمها اغلب سكان المناطق التي لم يصلها الغاز الطبيعي، وكان معظمها من الأحياء الشعبية الفقيرة، والقرى في الريف، مما يعني بأن هذه الأسر لا يمكنها ان تتحمل المزيد من الأعباء المالية في وسط هذا الغلاء .