في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين كوريا الشمالية وروسيا، سافرت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، "تشوي سون هي"، اليوم الإثنين الموافق 16 من شهر سبتمبر الجاري، إلى روسيا لحضور فعاليات دولية هامة.
على رأسها المنتدى النسائي الأوراسي الرابع ومنتدى سيدات تجمع “بريكس” في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً في العديد من المجالات، بدءاً من التعاون الاقتصادي وصولاً إلى التنسيق العسكري والسياسي.
في مراسم وداع رسمية شارك السفير الروسي في كوريا الشمالية ، "ألكسندر إيفانوفيتش ماتسيجورا" في توديع الوزيرة "تشوي سون" وهي في مطار بيونغ يانغ الدولي قبل انطلاقها إلى روسيا ، ووفقاً لما ذكرته السفارة الروسية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الوزيرة الكورية الشمالية ستشارك في العديد منالمناقشات خلال المنتدى الذي سيُعقد بين 18 و20 سبتمبر.
حيث من المتوقع أن تلقي كلمات تناقش فيها دور المرأة في التنمية الاقتصادية والسياسية، والعلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا شهدت تحسناً كبيراً خلال هذا العام، وذلك بعد توقيع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" اتفاقاً مهماً مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون،
هذا الاتفاق الذي تم توقيعه خلال زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ، يشمل تعهداً بالدفاع المشترك والتعاون في مجالات متعددة، مما يعزز الشراكة بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، كما يأتي هذا التعاون في وقت تتعرض فيه روسيا لعقوبات غربية بسبب حربها في أوكرانيا ، وهو ما دفعها إلى البحث عن شركاء جدد لدعم جهودها في الساحة الدولية.
بالإضافة إلي منتدى سيدات تجمع “بريكس” يعد منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في التجمع، كما يهدف المنتدى إلى تعزيز دور المرأة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حيث يشمل نقاشات حول كيفية تحقيق التنمية المستدامة وزيادة تمكين المرأة في مجتمعات الدول الأعضاء.
بجانب مشاركة كوريا الشمالية في هذا المنتدى تعكس رغبتها في توسيع نطاق تأثيرها الدولي وتأكيد دورها في التجمعات الدولية الكبرى، أما عن روسيا فهي تسعى من خلال هذا التعاون المتزايد إلى تعزيز حضور كوريا الشمالية على الساحة الدولية خاصة في ظل التوترات مع الغرب.
الحضور المتزايد للوفود الكورية الشمالية في المحافل الدولية، مثل المنتدى النسائي الأوراسي ومنتدى سيدات بريكس، يعكس تقارباً استراتيجياً بين البلدين يهدف إلى بناء علاقات أقوى وتنسيق أكبر في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، وفي ظل هذه العلاقات المتينة، تواجه كوريا الشمالية وروسيا اتهامات غربية بالتعاون العسكري فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.
كما أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يتهمون بيونغ يانغ بتزويد موسكو بالأسلحة والذخائر لدعم الحرب في أوكرانيا، مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية وعسكرية ومع ذلك، ينفي الطرفان هذه الاتهامات بشكل قاطع، ويؤكدان أن تعاونهما يقتصر على المجالات الاقتصادية والسياسية التي تصب في مصلحة البلدين دون تدخل في شؤون الصراعات الدولية.