صحيفة أخبارنا

زيلينسكي يُعلن عن تقدم أوكراني جديد في كورسك ويحذر بيلاروسيا

, أخبار
آخر تحديث: (بتوقيت الإمارات)
Loading...

في تطور جديد على الساحة العسكرية الأوكرانية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد أن قوات بلاده حققت تقدماً محدوداً في منطقة كورسك الروسية، وجاء هذا الإعلان بعد أكثر من أسبوعين على شن القوات الأوكرانية هجوماً مباغتاً في هذه المنطقة، وفقاً لما قاله زيلينسكي، فقد سيطرت القوات الأوكرانية على بلدتين إضافيتين، مع تقدمها بمسافة تتراوح بين كيلومتر واحد وثلاثة كيلومترات.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى استمرار العمليات العسكرية في بلدة أخرى ضمن نفس المنطقة، مؤكداً أن هذه العمليات تأتي ضمن جهود أكبر لاستعادة المزيد من الأراضي الواقعة تحت السيطرة الروسية، هذا التقدم يعكس الإصرار الأوكراني على دفع القوات الروسية إلى التراجع، وهو ما يظهر جلياً في تصريحات زيلينسكي التي تشير إلى التنسيق الوثيق مع قائد الجيش أولكسندر سيرسكي الذي يقود هذه العمليات.

لكن بينما تحقق القوات الأوكرانية تقدماً في كورسك، تواجه البلاد تصاعداً في التوترات على جبهتها الشمالية مع بيلاروسيا ، الحليفة الوثيقة لروسيا، فقد اتهمت أوكرانيا بيلاروسيا بحشد قوات على الحدود المشتركة بين البلدين، واصفة هذه التحركات بأنها "غير ودية". وأصدرت وزارة الخارجية الأوكرانية بياناً يحذر من تداعيات هذه التحركات، مشيرة إلى أن الاستخبارات الأوكرانية رصدت تجمعاً كبيراً للجنود البيلاروسيين في منطقة غوميل القريبة من الحدود الشمالية لأوكرانيا تحت ستار إجراء تدريبات عسكرية.

هذا الحشد العسكري البيلاروسي يأتي في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا، حيث تتواصل المعارك على عدة جبهات في الداخل الأوكراني، وقد حذرت كييف من أن مثل هذه التحركات قد تمثل تهديداً كبيراً للأمن في المنطقة، وخاصة في ظل قرب هذه التدريبات من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، الموقع الذي شهد أسوأ كارثة نووية في التاريخ عام 1986، وتخشى أوكرانيا أن يؤدي أي تصعيد عسكري في هذه المنطقة إلى كارثة جديدة، ليس فقط لأوكرانيا ولكن للعالم بأسره.

في هذا السياق، دعت أوكرانيا الحكومة البيلاروسية إلى تجنب ارتكاب ما وصفته بـ"الأخطاء المأساوية" بحق بلادها تحت تصرف من موسكو ، وشددت كييف على أن أوكرانيا لم ولن تتخذ أي إجراءات غير ودية ضد الشعب البيلاروسي، في محاولة لتفادي تصعيد التوترات بين البلدين.

لكن الأمر لا يتوقف عند حشد القوات، فقد أشارت أوكرانيا إلى أن بيلاروسيا تستضيف حالياً عدداً من مقاتلي مجموعة "فاغنر"، الذين شاركوا في الانتفاضة الفاشلة ضد الحكومة الروسية في العام الماضي، وتعتبر أوكرانيا وجود هؤلاء المقاتلين في المنطقة الحدودية تهديداً إضافياً، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.

من الجدير بالذكر أن بيلاروسيا، التي يحكمها الرئيس ألكسندر لوكاشنكو منذ عام 1994، كانت قد سمحت للقوات الروسية باستخدام أراضيها كنقطة انطلاق للهجوم على أوكرانيا في فبراير 2022، ومنذ ذلك الحين، أصبحت بيلاروسيا جزءاً من الصراع العسكري الدائر في المنطقة، حيث تدور في فلك روسيا سياسياً واقتصادياً، وقد سمحت حكومة لوكاشنكو بتمركز قوات روسية على أراضيها تحت غطاء "مناورات" مشتركة، وهو ما يعتبره الكثيرون جزءاً من الاستراتيجية الروسية لتوسيع نفوذها في المنطقة.

في ظل هذه التطورات، يواجه زيلينسكي تحديات متزايدة على عدة جبهات، فبينما تسعى القوات الأوكرانية لتحقيق مزيد من التقدم في منطقة كورسك، يجب على الحكومة الأوكرانية أيضاً التعامل مع التهديد المتزايد من بيلاروسيا وتحركاتها العسكرية على الحدود. هذا بالإضافة إلى التحديات الداخلية التي تواجهها كييف، بما في ذلك الضغط المستمر من روسيا ومحاولاتها للتقدم في الشرق الأوكراني.

هذه التطورات تشير إلى أن الصراع في أوكرانيا بعيد كل البعد عن الحل، مع استمرار القتال على جبهات متعددة وتصاعد التوترات مع دول الجوار، يبقى السؤال هو كيف ستتطور الأمور في الأسابيع والأشهر القادمة، وما إذا كان يمكن لأي طرف أن يحقق انتصاراً حاسماً في هذا النزاع المعقد.

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...