وصفت صحيفة تايمز البريطانية عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران بأنها دقيقة للغاية مستندة إلى معلومات استخباراتية وأظهرت عجز إيران في حمايته وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليين يتحدون إيران للرد على اغتيال هنية وأن الرد متوقع في غضون أياممما قد يشعل حرباً بين الجانبين
الحرب بين إسرائيل وإيران حال اندلاعها
أبلغت إيران الأمم المتحدة يوم الجمعة أن حزب الله اللبناني سيرد على إسرائيل بعد مقتل القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر في قصف استهدف بناية في ضاحية بيروت الجنوبية وأشارت إيران إلى أن الرد لن يقتصر على الأهداف العسكرية
تعتقد الدول الغربية وفقاً للصحيفة، أن لا إسرائيل ولا إيران ترغب في حرب شاملة، وترى أن إيران ستفعل أذرعها مثل حركة حماس وجماعة الحوثي اليمنية لدعم حزب الله اللبناني لكنها ستتجنب الحرب المباشرة مع إسرائيل وفي ردها على الهجوم الذي استهدف قنصليتها في أبريل الماضي أطلقت إيران نحو 350 صاروخاً وطائرة مسيرة على إسرائيل لكنها لم تحقق سوى إصابات طفيفة
هناك قلق متزايد في واشنطن من أن رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشركائه اليمينيين في البقاء السياسي قد تدفعهم للهجوم على حزب الله اللبناني ويبررون ذلك بأن حماس لم تعد تشكل التهديد الأمني الرئيسي وإنما الخطر الأكبر يأتي من حزب الله في لبنان والطريقة التي تستخدمه بها طهران في حرب مفتوحة ضد إسرائيل
الجيش الإسرائيلي لديه استراتيجية تهدف إلى إجبار إيران على الاختيار بين التراجع أو القتال ويعتقد كثير من العسكريين الإسرائيليين أن الوقت قد حان لتنفيذ هذا السيناريو بعد هجوم 7 أكتوبر
الجيش الإسرائيلي يواجه تحدياً كبيراً حيث يتعرض لضغط من الأعداء الذين يتحدونه من لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن ولا يرغب في القتال على أكثر من جبهة الوضع في الضفة الغربية يتجه نحو نقطة الغليان بينما تحولت الحرب في غزة إلى مكافحة تمرد تعتمد على القصف الجوي وعمليات برية محدودة دون وجود خطة واضحة لليوم التالي للحرب الجيش الإسرائيلي يخطط لتقليل عدد قواته على الأرض في غزة ليتاح لها العمل في الشمال
كيف ستكون حرب لبنان 2024؟
إذا كان الجيش الإسرائيلي يخطط لفتح جبهة جديدة في لبنان فإن الحرب بالتأكيد لن تكون مشابهة للحروب السابقة في 1978 و1982 و2006 حيث حقق الجيش الإسرائيلي بعض الانتصارات الأمنية حزب الله أصبح أقوى بكثير مما كان عليه قبل 20 عاماً وبعد سنوات من الدعم الإيراني القوي يقدر أنه يمتلك نحو 150 ألف صاروخ بالإضافة إلى طائرات مسيرة وقذائف هاون ومدفعية صاروخيةمما يجعله يمتلك نحو نصف مليون سلاح لمواجهة إسرائيل حزب الله لديه شبكة أنفاق أوسع مما بنتها حماس في غزة تنتشر في جنوب لبنان وعلى الحدود اللبنانية السورية وتتضمن مخابئ عميقة ومنصات إطلاق نيران كخلايا النحل في المنطقة جنوب نهر الليطاني وصولاً إلى الحدود الشمالية لإسرائيل مقاتلو حزب الله يتدربون على القتال كجيش نظامي ويقدر عددهم بنحو 50 ألف مقاتل مدرب وهو أكثر من ضعف عدد مقاتلي حماس
استراتيجيات إسرائيل في المواجهة
تركزت الحروب الإسرائيلية السابقة في لبنان على تطهير المنطقة جنوب نهرالليطاني وإقامة منطقة عازلة لكن هذه المرة سيكون الهدف أصعب بكثير وبالكاد يمكن تحقيقه حزب الله يمتلك ما يشبه الردع النووي رخيص التكلفة ضد إسرائيل عن طريق امتلاكه عدة آلاف من الصواريخ بعيدة المدى إذا أطلق حزب الله هذه الصواريخ في رشقات ضخمة فإن الدفاع الجوي الإسرائيلي سيغرق وسيتعرض المراكز السكانية والبنية التحتية في شمال إسرائيل للدمار وصولاً إلى حيفا وتل أبيب وبنسبه للإسرائيليون لن يتمكنوا من العيش تحت هذا التهديد وسيكون عليهم تنفيذ عمليات هجومية سريعة داخل لبنان لتدمير منصات إطلاق الصواريخ ومخازن الأسلحة وشبكة الأنفاق إذا لم تستطع إسرائيل تحقيق أهدافها فإنها ستلجأ إلى حملة جوية عنيفة لتحييد خطر الصواريخ
تبعات الحرب المحتملة
إذا وجدت إسرائيل نفسها عالقة في قتال بالمنطقة الجبلية في لبنان أو تقصف أهدافاً بعيدة في الشمال دون تأثير استراتيجي كبير، أو تقاتل بشراسة داخل الحدود السورية حيث تختبئ عناصر من حزب الله فإن الحرب ستتحول إلى حرب استنزاف ومع استمرار التهديد من الشمال ستتجدد هجمات حماس في غزة والضفة الغربية وكذلك هجمات جماعة الحوثي من اليمن بدأ الجيش الإسرائيلي في سحب وحداته من غزة لإعادة تسليحها وبناء مخزون الذخائر والتوسع في استدعاء جنود الاحتياط وتجهيز نحو 60 ألفاً من سكان الشمال الذين نزحوا منذ بدء الحرب للبقاء بعيداً عن منازلهم لفترة أطول هذه الإجراءات قد تهدف إلى تخويف حزب الله من الدخول في حرب فيتوقف عن العمليات اليومية على الحدود
تصريحات نتنياهو الأخيرة
قال نتنياهو في السابق إن كل قيادي في حماس هو شخص ميت وإسرائيل تستغل كل فرصة لإثبات هذه المقولة حتى في قلب طهران وهذا يعد أمراً خطيراً في النهاية سنرى ما إذا كانت تل أبيب على حق في افتراضها وأن طهران ستخاف أم لا