أعلن رئيس بلدية كييف "فيتالي كليتشكو"، أن شظايا طائرة مسيرة سقطت على مبنى حكومي في منطقة أوبولون شمال وسط العاصمة الأوكرانية في وقت مبكر من صباح اليوم السبت الموافق 14 من شهر سبتمبر الحالي.
حيث أوضح "كليتشكو" أن الحادث لم يسفر عن اندلاع حريق، وفقاً لتصريحات نُشرت على منصة “تيليجرام”، مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ كانت في طريقها إلى الموقع، وفي وقت سابق أشار "كليتشكو" إلى أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية في حالة تأهب، تحسباً لأي هجمات إضافية على كييف.
حيث تشهد العاصمة الأوكرانية حالة من الاستنفار جراء التصعيد المستمر بين روسيا وأوكرانيا، وسط استمرار الهجمات بالطائرات المسيرة التي أصبحت سلاحاً رئيسياً في هذه الحرب، وكييف التي تتعرض بشكل متكرر لهجمات جوية منذ بدء الصراع، أصبحت تعتمد بشكل كبير على دفاعاتها الجوية لحماية المناطق الحيوية والمدنية من الهجمات الروسية المتكررة.
من جهة أخرى أكد الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" أمس يوم الجمعة أن القوات الروسية لم تحرز تقدماً كبيراً في هجومها المضاد بمنطقة كورسك الواقعة جنوب غربي روسيا، ووصف "زيلينسكي" الوضع في المنطقة بأنه صعب ولكنه أشار إلى أن القوات الروسية لم تحقق أي اختراقات جوهرية حتى الآن.
كما أضاف "زيلينسكي" أن القوات الروسية تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري في كورسك، حيث تعتزمموسكو نشر نحو 70 ألف جندي في المنطقة، وسط تقديرات بأن هناك بالفعل حوالي 40 ألف جندي روسي هناك، كما أشار الرئيس الأوكراني إلى أن القوات الأوكرانية تبدي صموداً بطولياً في مواجهة الهجوم الروسي.
مؤكداً على أهمية المقاومة في هذهالمرحلة من الحرب، في الوقت نفسه تستمر التحليلات الدولية حول مدى قدرة الطرفين على تحقيق تقدم ميداني في ظل الوضع المتوتر والمعارك المستمرة على مختلف الجبهات، وفي سياق آخر تناول الرئيس الأميركي " جو بايدن " يوم الجمعة خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء البريطاني "كيرستارمر".
الأزمة الأوكرانية والتصعيد الروسي، حيث أكد "بايدن" في تصريحاته أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لن ينتصر في حربه ضد أوكرانيا ، في إشارة إلى الموقف الغربي الموحد ضد العدوان الروسي، ومن جانب آخر أوضح البيت الأبيض أنه لا يعتزم الإعلان عن أي سياسة جديدة بخصوص دعم أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى.
حيث صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "جون كيربي"، للصحفيين أنه لا توجد تغييرات حالية في رؤية واشنطن بخصوص تزويد كييف بقدراتهجومية بعيدة المدى، وأشار "كيربي" إلى أنه لا يتوقع أي إعلان كبير في هذا الشأن، موضحاً أن المباحثات التي جرت بين "بايدن" و"ستارمر" لم تتطرق إلى تقديم دعم من هذا النوع.
بينما حذرت روسيا من مغبة تقديم أي دعم عسكري إضافي لأوكرانيا قد يتضمن صواريخ بعيدة المدى، حيث قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة "فاسيلي نيبينزيا"، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إن أي محاولات غربية للسماح لأوكرانيا بتنفيذ هجمات داخل الأراضي الروسية ستدفع حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
كما اعتبر "نيبينزيا" أن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى صدام عسكري مباشر بين روسيا والقوى الغربية، محذراً من العواقب الخطيرة التي قد تنجم عن ذلك، خاصة في ظل امتلاك روسيا قدرات نووية، بينما تصاعد التوتر بين روسيا والغرب بات يشكل تهديداً متزايداً للأمن العالمي، إذ تعزز كل من موسكو وكييف مواقفهما العسكرية وسط مخاوف من اتساع رقعة النزاع ليشمل مناطق أخرى أو يجر أطرافاً إضافية إلى المواجهة.
ومع استمرار المعارك على الأرض واستخدام الطائرات المسيرة كأحد الأسلحة الفعالة في الصراع، تظل الساحة الدولية في حالة ترقب حذر، بينما تتزايد الدعوات الدولية للتوصل إلىحلول دبلوماسية قد تحد من تفاقم النزاع.