أعلن الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، اليوم الخميس الموافق 12 من شهر سبتمبر الجاري، عن هجوم صاروخي روسي استهدف سفينة محملة بالقمح كانت في طريقها إلى مصر عبر البحر الأسود.
حيث أن هذا الهجوم يأتي في وقت حساس وتعاني الأسواق العالمية من نقص حاد في المواد الغذائية، وهو ما يثير القلق بشأن الأمن الغذائي العالمي، وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، كشف "زيلينسكي" أن الصاروخ الروسي أصاب السفينة المدنية في المياه الدولية بعد مغادرتها مباشرة من المياه الإقليمية الأوكرانية.
كما أوضح أن الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية، لكنه أثار المخاوف من تأثيرات محتملة على الشحنات الغذائية العالمية، والسفينة التي كانت محملة بشحنة قمح موجهة إلى مصر ، هي جزء من جهود أوكرانيا لتزويد الأسواق العالمية بالمواد الغذائية الأساسية، كما أشار "زيلينسكي" إلى أهمية استمرار تسليم المواد الغذائية إلى الدول التي تعتمد بشكل كبير على واردات القمح.
خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث أكد أن أوكرانيا ستواصل بذل كل جهد ممكن لحماية موانئها والبحر الأسود لضمان تدفق الإمدادات الغذائية إلى الأسواق العالمية، وأضاف أن القمح والأمن الغذائي لا يجب أن يكونا أهدافًا للهجمات الصاروخية، مشددًا على ضرورة ضمان حرية الملاحة في البحر الأسود.
من جانبه وصف وزير الخارجية الأوكراني "أندري سيبيا" الهجوم بأنه هجوم وقح على حرية الملاحة والأمن الغذائي العالمي، واعتبر أن هذاالاعتداء يمثل تهديدًا خطيرًا للسلامة البحرية ويؤثر بشكل مباشر على استقرار أسواق الغذاء الدولية، ووفقًا لمصدر مطلع استهدف الصاروخ الروسي سفينة الحبوب في المياه الرومانية بالقرب من مصب نهر الدانوب في البحر الأسود.
كما تابع المتحدث باسم البحرية الأوكرانية "دميترو بلينتشوك"، أن السفينة كانت في المنطقة الاقتصادية البحرية لرومانيا وقت الهجوم، ويشير هذا إلى أن الحادث وقع في منطقة تتسم بحركة مرور بحرية كثيفة، ما يعقد جهود الحماية ويزيد من تعقيد عمليات الشحن، وتُصدر أوكرانيا حوالي أربعة ملايين طن من الحبوب شهريًا عبر ممر شحن خاص تم إنشاؤه في أغسطس 2023.
بعد انسحاب روسيا من مبادرة تصديرالحبوب عبر موانئ البحر الأسود التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا، كما أن هذا الممر، هو الذي يمتد على الساحل الغربي للبحر الأسود بالقرب من رومانيا و بلغاريا ، يمثل شريانًا حيويًا لتزويد الأسواق العالميةبالحبوب الأوكرانية، وأوكرانيا كونها واحدة من أكبر منتجي ومصدري الحبوب في العالم.
حيث تسعى جاهدة للحفاظ على تدفق الإمدادات الغذائية على الرغم من التحديات الأمنية، والهجوم على السفينة يمثل تصعيدًا جديدًا في النزاع المستمر ويبرز الحاجة إلى إجراءات دولية لتعزيز حماية الممرات البحرية وضمان استقرار الأسواق الغذائية، بالنسبة للهجوم الصاروخي على السفينة المحملة بالقمح فهي كارثة تثير قلقًا واسعًا بشأن تأثيرات هذه الحوادث على الأسواق الغذائية العالمية.
وإن أي توقف في الشحنات يمكن أن يؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، مما يفاقم أزمة الأمن الغذائي في الدول التي تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب، وتضاف هذه التطورات إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها صناعة الشحن الدولي، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاع.
كما تعمل الحكومات والمنظمات الدولية على تعزيز الأمان في طرق الشحن الدولية والتصدي للتهديدات التي تواجه التجارة البحرية، حيث من الضروري أن تتعاون الدول الكبرى والمنظمات الدولية لضمان حرية الملاحة وحماية الشحنات الغذائية من الهجمات، وتتطلب هذه الأزمة استجابة منسقة من المجتمع الدولي لضمان سلامة الشحنات الغذائية وحماية الأسواق العالمية.
حيث من المتوقع أن تثير هذه الحوادث اهتمامًا دوليًا أكبر وتدفع إلى تبني سياسات وإجراءات تعزز من الأمن الغذائي والسلامة البحرية.