في سياق الجهود المستمرة لإنهاء التصعيد في قطاع غزة، يتوجه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة في زيارة تهدف إلى البناء على ما تم تحقيقه في جولة الدوحة من المفاوضات المتعلقة بـهدنة غزة تُعقد الآمال على جولة القاهرة المقبلة، حيث تسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة متكاملة تلبي احتياجات جميع الأطراف وتجنب الإدارة الأميركية الدخول في صراع جديد في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التحديات الانتخابية التي تواجهها.
الولايات المتحدة تدفع نحو صفقة متكاملة لوقف التصعيد في غزة
الدفع الأميركي لتحقيق هذه الصفقة يستند إلى تقارير تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد أبلغ القيادة السياسية بأن العمليات العسكرية الكبرى داخل قطاع غزة قد انتهت فعلياً. ووفقاً للتقارير، فإن الجيش يرى أن لا حاجة حالياً لمزيد من العمليات الواسعة، وهو ما يعني أن هناك فرصة للتفاوض على اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار هذا التوجه من الجيش يعزز من احتمالية تحقيق السلام في المنطقة على المدى القريب.
عقبات تعرقل الاتفاق النهائي
رغم التفاؤل الحذر، تظل هناك عقبات رئيسية تعترض طريق التوصل إلى اتفاق نهائي من بين هذه العقبات، يأتي محور فيلادلفيا الذي يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على استمرار تواجد الجيش الإسرائيلي فيه هذه المنطقة تُعتبر ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، وهو ما يجعلها نقطة خلافية حادة إلى جانب ذلك، هناك خلاف آخر حول آلية التفتيش على محور نتساريم، حيث يتمسك نتنياهو بضرورة تفتيش كل شخص يعود إلى شمال غزة، بحجة منع دخول مسلحين إلى المنطقة، ما يخلق توتراً إضافياً في المفاوضات.
رسالة أميركية حاسمة الفرصة الأخيرة
في محاولة لدفع العملية نحو النجاح، نقلت الإدارة الأميركية رسالة واضحة إلى الجانب الإسرائيلي عبر القناة 12 الإسرائيلية مضمون هذه الرسالة هو أن العرض المطروح حالياً هو فرصة وحيدة وغير قابلة للتكرار إما التوصل إلى صفقة وقف إطلاق النار الآن، أو المخاطرة بالدخول في حرب إقليمية قد تخرج عن السيطرة الإدارة الأميركية ترى أن معظم التفاصيل التقنية المتعلقة بالصفقة قيد التسوية حالياً، مما يضفي شعوراً بالاستعجال لتحقيق التقدم المطلوب.
دور مصر في الوساطة وتعزيز الاستقرار الإقليمي
تلعب مصر دوراً حيوياً في هذه المفاوضات، حيث تتمتع بعلاقات متوازنة مع كلا الطرفين، إسرائيل وحماس. القاهرة، التي من المقرر أن تستضيف الجولة القادمة من المفاوضات، قد تكون المكان الذي يشهد الإعلان عن الصفقة النهائية إذا ما نجحت الجهود في تجاوز العقبات الحالية بفضل علاقاتها الودية مع جميع الأطراف، تستطيع مصر أن تكون الوسيط الذي يقرب وجهات النظر ويزيل التوترات.
التحديات الانتخابية وأهمية الصفقة للإدارة الأميركية
التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ليس فقط هدفاً للسلام الإقليمي، بل يحمل أيضاً أهمية استراتيجية كبيرة للإدارة الأميركية الحالية مع اقتراب الانتخابات، تسعى الإدارة الديمقراطية إلى تجنب أي تصعيد في الشرق الأوسط يمكن أن يؤثر سلباً على فرصها الانتخابية لذلك، فإن النجاح في التوصل إلى صفقة متكاملة سيعتبر إنجازاً كبيراً يمكن استخدامه كورقة رابحة في الحملات الانتخابية المقبلة.
التوقعات المستقبلية وأهمية الأيام القادمة
مع اقتراب موعد جولة القاهرة، تبدو الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مصير الهدنة المقترحة. إذا ما نجحت الجهود الدبلوماسية في تخطي العقبات والوصول إلى اتفاق، فإن ذلك سيؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد في غزة، مع تأثيرات إيجابية على استقرار المنطقة بأكملها ومع ذلك، فإن فشل هذه الجهود قد يؤدي إلى تصاعد التوترات مرة أخرى، مما يخلق تحديات جديدة للإدارة الأميركية وحلفائها في المنطقة.