أعلنت السلطات الفرنسية اليوم الأحد الموافق 15 من شهر سبتمبر الجاري، عن مصرع 8 مهاجرين ليل السبت أثناء محاولتهم عبور المانشمن شمال فرنسا باتجاه إنجلترا وقد وقع الحادث عندما انقلب القارب الذي كانوا على متنه في ساعات الليل الأولى بينما كان لا يزال قريباً من اليابسة.
حيث أكدت مصادر في خدمات الطوارئ أن القارب كان في ظروف خطرة أثناء محاولة عبور القنال الإنجليزي المزدحم وأوضحت السلطات البحرية الفرنسية أنه خلال الأيام الماضية، قامت بإنقاذ حوالي 200 مهاجر خلال 24 ساعة فقط في يومي الجمعة والسبت، بعد تعرضهم لمخاطر مشابهة.
بينما يأتي هذا الحادث المأساوي بعد أقل من أسبوعين على غرق قارب آخر أسفر عن مقتل 12 شخصاً في الثالث من سبتمبر، وهو أسوأ حصيلة وفاة خلال هذا العام، مما يرفع إجمالي عدد القتلى في عمليات العبور غير الشرعي للمانش إلى 37 شخصاً على الأقل منذ يناير الماضي.
والمهاجرون الذين يحاولون الوصول إلى إنجلترا يواجهون مخاطر كبيرة، بما في ذلك الغرق أثناء عبور القنال الإنجليزي، وغالباً ما يكونون على متن قوارب مكدسة وغير مجهزة بشكل جيد للرحلات الطويلة، ووفقاً للمسؤولين البريطانيين، عبر المانش نحو 30 ألف شخص إلى بريطانيا في عام 2023.
بينما وصل أكثر من 22 ألف مهاجر منذ بداية هذا العام وحده، مما يبرز حجم الأزمة التي تواجهها الدول الأوروبية، كما تسعى الحكومتان البريطانية والفرنسية منذ سنوات للحد من تدفق المهاجرين، الذين يدفعون مبالغ طائلة للمهرّبين مقابل العبور إلىإنجلترا عبر قوارب صغيرة.
حيث لقي ثمانية أشخاص مصرعهم في إقليم با دو كاليه بشمال فرنسا أثناء محاولتهم عبور المانش باتجاه إنجلترا وأفادت الشرطة الفرنسية أن الحادث وقع عند بلدة أمبليتيوس الفرنسية، حيث توفي العديد من المهاجرين أثناء محاولتهم عبور البحر بشكل غير قانوني، لكن لم يتم تحديد عدد الضحايا في البداية.
كما أن هذا الحادث يأتي في سياق أزمة الهجرة التي تشهدها المنطقة، حيث أنقذت القوات الفرنسية مؤخراً حوالي مائتي مهاجر قبالة سواحل مدينة كاليه يومي الجمعة والسبت، وأوضحت السلطات البحرية أن 18 محاولة مغادرة لقوارب تم متابعتها خلال اليومين، وتزايدت الحوادث المأساوية منذ بداية الصيف.
حيث توفي ستة مهاجرين في أسبوع واحد خلال ثلاث حوادث منفصلة لقوارب، من بينهم أربعة أشخاص في 12 يوليو، وامرأة إريترية في 17 يوليو، ورجل في 19 يوليو، وعلي الرغم من جهود السلطات الفرنسية والبريطانية للحد من تدفق المهاجرين، فإن أكثر من 22 ألف مهاجر تمكنوا من عبور المانش إلى السواحل الإنجليزية على متن قوارب صغيرة.
مما يدل على فشل السياسات الحالية في مواجهة أزمة الهجرة، حيث أن السلطات الفرنسية والبريطانية تواجه تحديات كبيرة في محاولة السيطرة على هذا الوضع المتفاقم، مع استمرار ارتفاع أعداد المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم في محاولة عبور القنال، بينما تسعى السلطات إلى تعزيز التعاون بين البلدين للحد من هذه الظاهرة.
لكن يتطلب الأمر اتخاذ خطوات أكثر فعالية لحماية حياة المهاجرين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة، وهذه الحوادث المأساوية تبرز الحاجة الملحة لإيجاد حلول دائمة للأزمة الإنسانية التي تشهدها منطقة المانش، وتؤكد على ضرورة تحسين استجابة الدول الأوروبية للتعامل مع أزمات الهجرة بشكل أكثر فاعلية