في ليلة رياضية مميزة، حفر باير ليفركوزن اسمه في تاريخ كرة القدم الألمانية بعد تتويجه بكأس السوبر الألماني لأول مرة في تاريخه، حيث انتصر على ضيفه شتوتغارت بركلات الترجيح بنتيجة 4-3 بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 2-2. كان هذا الإنجاز تاريخيًا ليس فقط لنادي ليفركوزن ولكن أيضًا لكأس السوبر الألماني، حيث إنها كانت المرة الأولى منذ عام 1993 التي لا يكون فيها بايرن ميونيخ أو بوروسيا دورتموند طرفًا في هذه المواجهة الافتتاحية للموسم الجديد.
ليفركوزن يتوج بكأس السوبر الألماني للمرة الأولى
بدأت المباراة بحماس كبير حيث افتتح مهاجم ليفركوزن النيجيري فيكتور بونيفايس التسجيل في الدقيقة 11، مستغلًا تمريرة متقنة داخل منطقة الجزاء ليودعها في الشباك ويضع فريقه في المقدمة لم تدم فرحة ليفركوزن طويلًا، إذ عاد شتوتغارت سريعًا ليعادل النتيجة عبر اللاعب الفرنسي إنزو ميو في الدقيقة 15، الذي سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء لم يتمكن حارس ليفركوزن الفنلندي لوكاش هراديتسكي من التصدي لها.
ومع تقدم المباراة، اشتد الصراع بين الفريقين، ولكن لحظة حاسمة جاءت في الدقيقة 37 عندما تعرض مهاجم ليفركوزن الفرنسي مارتن تيرييه للطرد بعد تلقيه بطاقة حمراء، مما زاد من الضغط على فريقه. رغم النقص العددي، استمر ليفركوزن في محاولاته للسيطرة على المباراة، ونجح في إدراك هدف التعادل عن طريق البديل التشيكي باتريك شيك في الدقيقة 88، ليعيد الأمل لجماهير الفريق.
ركلات الترجيح اللحظة الفارقة
بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 2-2، انتقلت المواجهة إلى ركلات الترجيح حيث تألق حارس ليفركوزن لوكاش هراديتسكي مجددًا، إذ تمكن من صد كرة فرانتس كرايتزيغ، بينما سدد الكونغولي سيلاس كرة فوق المرمى، مما منح ليفركوزن التفوق في المقابل، لم يخفق أي من لاعبي ليفركوزن في تنفيذ ركلاتهم، ليحسموا اللقاء لصالحهم ويتوجوا بالكأس السوبر الألمانية لأول مرة في تاريخ النادي.
أهمية الفوز تاريخ جديد يُكتب
يُعد تتويج ليفركوزن بالكأس السوبر إنجازًا فريدًا، خاصةً وأن هذه النسخة تعتبر تاريخية بحد ذاتها إذ أن هذه البطولة كانت خالية من عملاقي الكرة الألمانية بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند، ما جعلها فرصة مثالية للأندية الأخرى لترك بصمتها على الساحة المحلية. حقق ليفركوزن الثنائية المحلية بفوزه بالدوري والكأس، مما أتاح الفرصة لشتوتغارت صاحب المركز الثاني في الدوري للمشاركة في هذه المباراة، وهو ما أضاف نكهة خاصة لهذا النهائي.
عمت الفرحة جماهير ليفركوزن التي انتظرت طويلاً لتحقيق لقب جديد يضاف إلى خزائن النادي. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها الفريق خلال المباراة، بما في ذلك اللعب بعشرة لاعبين لفترة طويلة، إلا أن الروح القتالية للفريق كانت واضحة في كل لحظة. من جهته، أشاد مدرب ليفركوزن بأداء فريقه وقال إن الفوز بالكأس السوبر هو تتويج للعمل الجاد الذي قام به اللاعبون على مدار الموسم.
المستقبل ما الذي ينتظر ليفركوزن بعد هذا الفوز
يشكل هذا الفوز دفعة قوية لليفركوزن قبل بداية الموسم الجديد، ويمنح الفريق ثقة كبيرة للمنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية. فقد أظهر الفريق أنه قادر على التغلب على الظروف الصعبة وتقديم أداء مميز أمام خصوم قويين. ومع تعزيز صفوفه بلاعبين مميزين مثل باتريك شيك الذي سجل الهدف القاتل في المباراة، يبدو أن ليفركوزن مستعد لمواصلة مشواره نحو تحقيق المزيد من الإنجازات.
شتوتغارت الإخفاق والفرص الضائعة
من الجانب الآخر، كانت الخيبة واضحة على وجوه لاعبي شتوتغارت بعد إضاعة فرصة الفوز باللقب وعلى الرغم من الأداء الجيد الذي قدمه الفريق خلال المباراة، إلا أن الحظ لم يكن حليفهم في النهايةمع ذلك، يمكن لشتوتغارت الاستفادة من هذه التجربة والعودة أقوى في المنافسات المقبلة فالفريق يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة وإمكانات تجعله منافسًا قويًا في الدوري الألماني.
ليفركوزن يكتب فصلاً جديدًا في تاريخ الكرة الألمانية
يعد فوز ليفركوزن بكأس السوبر الألمانية خطوة مهمة نحو تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل فقد أظهر الفريق قدرته على المنافسة والتفوق في اللحظات الحاسمة، مما يجعله واحدًا من الفرق التي يجب مراقبتها عن كثب في الموسم القادم وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، إلا أن الروح القتالية والتكتيك المدروس كانا العنصرين الحاسمين في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.