في ساعات الفجر الأولى من يوم السبت، تعرض حي الزوايدة بوسط قطاع غزة لهجوم جوي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 15 فرداً من عائلة واحدة. هذا الحادث المأساوي أثار موجة من الحزن والغضب في الشارع الفلسطيني، خاصةً وأن الضحايا كانوا بغالبيتهم أطفالاً ونساءً. تُعد هذه الحادثة من بين الأكثر دموية في التصعيد الحالي، مما يعكس حجم العنف المتصاعد في المنطقة.
مأساة جديدة في غزة: مقتل 15 فرداً من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية
وفقاً لمصادر الدفاع المدني في غزة، فإن الهجوم استهدف منزل عائلة العجلة، مما أدى إلى تدميره بالكامل وإبادة معظم أفراد العائلة المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أوضح أن عمليات الإنقاذ كانت معقدة للغاية بسبب حجم الدمار فرق الإنقاذ عملت لساعات طويلة في محاولة لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، ولكن للأسف، لم يتمكنوا من إنقاذ أي من أفراد العائلة شاهد العيان، أحمد أبو الغول، الذي كان قريباً من مكان الحادث، وصف اللحظة التي وقعت فيها الغارة بأنها كانت "فجائية ومدمرة" وقال إن ثلاثة صواريخ ضربت المنزل بشكل مباشر، مما أدى إلى تدميره في لحظات، معتبراً أن الضحايا لم يتمكنوا من الهروب بسبب المفاجأة وسرعة تنفيذ الضربة.
ردود الفعل الأولية من الجيش الإسرائيلي
فيما يتعلق برد الفعل الإسرائيلي، صرح الجيش أنه على علم بالتقارير التي تشير إلى مقتل مدنيين في الغارة، وأعلن أنه بصدد إجراء تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث وفي بيان له، أكد الجيش أن الغارة استهدفت "بنى تحتية إرهابية" في وسط قطاع غزة، زاعماً أن هذه البنى تُستخدم لإطلاق الصواريخ على إسرائيل مع ذلك، لم يوضح الجيش بشكل كافٍ طبيعة الأهداف التي قُصفت في هذا الحي السكني، الهجوم أثار انتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، التي شددت على ضرورة حماية المدنيين أثناء العمليات العسكرية وأعربت هذه المنظمات عن قلقها من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، ودعت إلى إجراء تحقيقات مستقلة لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة
لم تكن هذه الغارة الوحيدة التي استهدفت قطاع غزة في الأيام الأخيرة فقد أسفرت سلسلة من الغارات الجوية عن مقتل عدد كبير من المدنيين، حيث تشير التقارير إلى أن عدد القتلى منذ بداية التصعيد قد ارتفع إلى 28 قتيلاً من بين الحوادث المروعة الأخرى، استهداف منزل في مخيم النصيرات بوسط القطاع، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم طفلان كما شهدت مدينة خان يونس جنوبي القطاع غارة أخرى أسفرت عن مقتل 3 أفراد من عائلة واحدة وفي رفح، تم انتشال جثة شخص آخر من تحت الأنقاض بعد غارة استهدفت منزله. الهجمات الجوية المستمرة على مناطق متفرقة من غزة أدت إلى دمار واسع في البنية التحتية والمنازل السكنية، وأثارت حالة من الرعب والخوف بين السكان العديد من العائلات أصبحت مشردة بسبب تدمير منازلها، في حين يواجه الناجون من هذه الهجمات صعوبات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة بسبب تزايد أعداد الجرحى والنقص الحاد في الموارد الطبية.
الوضع الإنساني المتدهور في غزة
يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة مع استمرار الهجمات وتصاعد أعمال العنف. القطاع، الذي يعاني منذ سنوات من حصار مشدد، يواجه الآن أزمة إنسانية خطيرة المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، ويواجه السكان صعوبة في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء الهجمات المستمرة أدت إلى تشريد آلاف الأسر، الذين لجأوا إلى مدارس تابعة للأمم المتحدة بحثاً عن مأوى لكن حتى هذه الملاجئ ليست آمنة تماماً، حيث تعرضت بعضها للهجوم في حوادث سابقة الأطفال، الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان غزة، يعانون بشكل خاص من آثار هذا النزاع، حيث يعيشون في ظروف قاسية ويواجهون صدمات نفسية جراء فقدان أسرهم وتدمير منازلهم.
نداءات لوقف التصعيد وتقديم المساعدات
في ظل هذا الوضع المأساوي، تتزايد الدعوات الدولية لوقف التصعيد وفتح ممرات إنسانية لتقديم المساعدات الضرورية لسكان غزة العديد من المنظمات الإنسانية طالبت الأطراف المتنازعة بضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين كما دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للعمليات العسكرية، مشددة على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للنزاع يضمن سلامة المدنيين ويضع حداً لمعاناتهم المستمرة الهجمات المستمرة على قطاع غزة لا تؤدي فقط إلى خسائر بشرية فادحة، بل تزيد أيضاً من تعقيد الوضع السياسي في المنطقة، مما يصعب من فرص التوصل إلى حلول دائمة للصراع في ظل هذا المشهد القاتم، يبقى الأمل في أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل أكثر فعالية للضغط على الأطراف المتنازعة من أجل إنهاء هذا العنف المروع وفتح باب للحوار والتفاوض لتحقيق سلام دائم في المنطقة.