في تطور مفاجئ، اعتُقل بافيل دوروف، مؤسس تطبيق "تيليجرام" الشهير، في فرنسا بعد هبوط طائرته الخاصة في مطار "لوبورجيه" على مشارف العاصمة باريس وقد جرى اعتقال دوروف، البالغ من العمر 39 عامًا، بموجب مذكرة تفتيش صادرة عن محققين فرنسيين تتعلق بانتهاكات منسوبة إلى تطبيق "تيليجرام" وقد وصلت دوروف إلى فرنسا قادمًا من أذربيجان، واعتُقل في فترة ما بين السابعة والنصف والثامنة مساءً، برفقة حارسه الشخصي ومساعدته.
كان دوروف قد أسس تطبيق "تيليجرام" الذي حقق شهرة واسعة بفضل ميزاته القوية في حماية الخصوصية، في هذا السياق، قالت جين أومالي ديلون، مديرة حملة دوروف، إن اعتقاله يأتي في وقت حساس، حيث يُنتظر فتح تحقيق أولي في قضيته ابتداءً من اليوم.
تطبيق "تيليجرام" الذي أسسه بافيل دوروف وشقيقه نيكولاي، يعتبر من أبرز التطبيقات في مجال الرسائل المشفرة، حيث يقدم ميزات أمان وخصوصية قوية تجعله مفضلًا لدى العديد من المستخدمين حول العالم، وقد حصل دوروف على الجنسية الفرنسية في عام 2021، بعد أن غادر روسيا في عام 2014 بسبب رفضه الامتثال لمطالب الحكومة الروسية بإغلاق مجموعات المعارضة على منصة "فكونتاكتي"، وهي شبكة اجتماعية أخرى كان قد أسسها.
وبعد رحيله من روسيا، أسس دوروف "تيليجرام" في دبي عام 2017، وأصبح التطبيق منصة أساسية لنقل المعلومات في الصراعات الدولية مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث يُستخدم بشكل واسع من كلا الجانبين، رغم حظر التطبيق في روسيا من 2018 حتى 2021 بسبب رفض دوروف تسليم بيانات المستخدمين، فإن الحظر أُلغي في نهاية المطاف.
يُعرف بافيل دوروف بنمط حياته البسيط على الرغم من ثروته الضخمة التي تقدر بنحو 15.5 مليار دولار، وفقًا لمجلة "فوربس" في مقابلة سابقة، أكد دوروف أنه يفضل الحرية على التملك المادي، مشيرًا إلى أنه يمتلك فقط القليل من المال والعملات الرقمية مثل "البتكوين"، متجنبًا الاستثمارات التقليدية مثل العقارات والطائرات الخاصة.
من جهة أخرى، أثار دوروف الجدل عبر إدعائه أنه أنجب أكثر من 100 طفل من خلال التبرع بالحيوانات المنوية في 12 دولة، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى صحة هذه الادعاءات.
يواجه بافيل دوروف اتهامات من القضاء الفرنسي تتعلق بعدم اتخاذ إجراءات كافية ضد استخدام تطبيق "تيليجرام" بشكل مسيء من بعض المستخدمين ورغم ذلك، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها إزاء اعتقال دوروف، وأكدت أنها تعمل على توضيح الموقف. كما تساءلت عما إذا كانت منظمات حقوق الإنسان الغربية ستتدخل لدعمه.
في ردود الفعل الأخرى، انتقد العديد من المسؤولين الروس اعتقال دوروف، حيث علق إيلون ماسك، مالك موقع "إكس"، على الحادثة واصفًا إياها بأنها تمثل تقييدًا للحرية وعبّر بعض السياسيين الروس عن استيائهم من اعتقال دوروف، واصفين إياه بأنه تصرف دكتاتوري.
تستمر القضايا المتعلقة بدوروف وتطبيقه "تيليجرام" في جذب الاهتمام الدولي، مع متابعة دقيقة للتطورات القانونية والسياسية المحيطة به.