شهدت لبنان سلسلة انفجارات طالت أجهزة اتصال لاسلكية من نوع "آيكوم"، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات تشير التحقيقات إلى أن هذه الأجهزة قد تكون مقلدة وليست من تصنيع الشركة اليابانية الأصلية، مما يثير تساؤلات حول مصدرها وتأثيرها على السوق اللبناني.
في حادثة غريبة شهدتها لبنان مؤخرًا، انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية من نوع "آيكوم" في عدة مناطق من البلاد، بدءًا من الضاحية الجنوبية لبيروت وحتى الجنوب ومرورًا بالبقاع شرقي البلاد، مما تسبب في خسائر كبيرة بين المواطنين وعناصر حزب الله أسفرت تلك الانفجارات عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 450 آخرين، وذلك بعد يوم واحد فقط من حادثة مماثلة حيث انفجرت أجهزة "بيجر" أدت إلى مقتل 13 شخصًا وإصابة أكثر من 3000 آخرين
الأجهزة التي انفجرت هي من نوع "آيكوم"، وهي شركة يابانية متخصصة في إنتاج أجهزة الاتصال اللاسلكية إلا أن هناك شكوكًا حول كون هذه الأجهزة أصلية، حيث أشار مدير المبيعات في فرع "آيكوم" بأمريكا، راي نوفاك، إلى أن هذه الأجهزة التي انفجرت في لبنان قد تكون مقلدة وليست من تصنيع الشركة الأصلية نوفاك أكد في حديثه مع وكالة أسوشيتد برس أن الشركة أوقفت إنتاج نموذج V82 الذي انفجر منذ أكثر من عقدين، مما يزيد من احتمالية أن هذه الأجهزة التي انفجرت هي نسخ غير أصلية تباع في الأسواق بشكل غير قانوني
تمتاز أجهزة "آيكوم" بتنوع استخدامها في مجالات مختلفة، حيث تُستخدم في الاتصالات البرية والبحرية والجوية وتعد هذه الأجهزة شائعة بين الهواة الذين يستخدمونها لإجراء اتصالات قصيرة وبعيدة المدى، كما تُستخدم في المجالات العسكرية ومجالات السلامة العامة والتواصل في المتاجر والشركات وفي المجال البحري، تُستخدم أجهزة "آيكوم" من قبل البحارة ومالكي القوارب لتسهيل التواصل بين السفن والشاطئ، وذلك عبر تقنية (VHF) التي تشمل أنظمة تتبع بتقنية GPS ونظام التحكم اللامركزي (DSC)
رغم أن شركة "آيكوم" اليابانية تأسست في عام 1964 في مدينة أوساكا، إلا أنها تطورت بشكل ملحوظ لتصبح إحدى الشركات الرائدة في تصنيع أجهزة الراديو اللاسلكية المستخدمة في الطيران والصناعات البحرية والبرية تميزت الشركة أيضًا بتقديم أجهزة راديو متطورة داخل الطائرات، والتي توفر للطيارين وسيلة للتواصل المستمر مع برج المراقبة أثناء الطيران
فيما يتعلق بالمشكلة الحالية في لبنان، فإن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل الحكومة اليابانية التي تراقب الوضع عن كثب لجمع المعلومات حول الانفجارات ويظل السؤال الأبرز: هل كانت هذه الأجهزة مقلدة أم أصلية؟ وما مدى تأثير هذه الانفجارات على السوق اللبناني وعلى سمعة شركة "آيكوم"؟