بدأت دولة أوكرانيا الاستعانة بأسطول من الطائرات المسيرة التي تقوم بقذف النار، والمعروفة بأسم "مُسيرات التنين"، وذلك في حربها ضد القوات الروسية .
ظهر سلسلة من مقاطع الفيديو المختلفة والمنشورة علي وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تم نشرها على حساب وزارة الدفاع الأوكرانية من خلال تطبيق تلغرام، لعدد من الطائرات المُسيَّرة التي تحلق على ارتفاع منخفض وهي تسقط سيل من النار، وهذا السيل هو عبارة عن معدن منصهر، يتم قذفه على مواقع يسيطر عليها الروس وسط غابات كثيفة.
والمزيج الذي يسقط من مسيرات التنين يدعى "الثيرمايت" وهو عبارة عن مركب شديد الاشتعال ويتكون من أكسيد الحديد وبودرة الألمنيوم ويحترق بدرجات حرارة تصل لـ 2200 درجة مئوية.
ويمكن للثيرمايت أن يؤدي لسرعة حرق الأشجار والنباتات التي توفر أغطية للقوات الروسية، و قتل ىالجنود الذي يحتمون هناك وإصابتهم .
وجاءت اسم "مسيرات التنين" على اعتبار أن سقوط الثيرمايت من هذه الطائرات يشبه النار التي تخرج من فم حيوان التنين الأسطوري .
ونشر اللواء الأوكراني على مواقع التواصل الاجتماعي ما نصه بأن هذه الطائرات تشكل تهديدات حقيقية للعدو، فتقوم بتحرق مواقعه بدقة ولا يمكن لأي سلاح آخر تحقيقها .
ويرى " نيكولاس دروموند" الخبير العسكري البريطاني إن القوات الأوكرانية تهدف من استخدامها لـ"مسيرات التنين" هو بث الرعب والذعر في صفوف الجنود الروس .
وأوضح الخبير "نيكولاس دروموند" أن الهجمات عن طريق استخدام هذه الطائرات تشعل النار في مواقع جنود الروس وتخلق بينهم حالة من الذعر والانهيار ، ومثل هذه الأسلحة لا تؤدي إلى إصابات جسدية فقط ، ولكنها تؤثر على الحالة النفسية ايضا للقوات المستهدفة، مما يقلل فعاليتها في القتال .
وجرى اكتشاف هذا الثيرمايت في التسعينيات بالقرن التاسع عشر وكان يتم استخدامه في الأصل في لحام خطوط السكك الحديدية ، ولكن أصبحت قوته العسكرية واضحة، حيث قام الألمان بإستخدامه خلال الحرب العالمية الأولى عن طريق إسقاطه من المناطيد كقنابل فوق دولة بريطانيا .
وكذلك تم أستخدامه من قبل قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وذلك لتعطيل المدافع التي يتم الاستيلاء عليها، من خلال وضع الثيرمايت في فتحة المدفع وإذابة السلاح من الداخل.
وحسب منظمة "العمل ضد العنف المسلح" البريطانية، فقد استخدمت دولة أوكرانيا فيما سبق مادة الثيرمايت التي تُسقط من الطائرات المُسيرة من اجل تعطيل الدبابات الروسية بشكل دائم.
وصرح تقرير للمنظمة بإن الثيرمايت يُسقط بشكل مباشر عبر الفتحات، حيث تؤدي الحرارة الشديدة بسرعة لإشعال وتدمير كل ما بداخل الدبابة."
وأشارت التقارير إلى أن "هذا الدقة، جنبا إلى جنب مع قدرة الطائرات المُسيرة على تجاوز الدفاعات التقليدية، تجعل من قنابل الثيرمايت أداة فعالة للغاية تستخدم في الحروب الحديثة."
ولا يُتم حظر استخدام الثيرمايت داخل العمليات العسكرية، ولكن يحظر استخدامه ضد الأهداف المدنية ومحظور بسبب التأثيرات الرهيبة التي يستطيع أن يُحدثها على جسم الإنسان .