جاء في أعقاب تباهي الحكومة الإسرائيلية استرداد 6 من جثامين المحتجزين لدى حركة حماس ، خرجت العائلات في موجة من المظاهرات التي شوّشت الحياة الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد، ودعت النقابات والبلديات لإضراب عام يوم الاثنين، بهدف ايقاف الحياة التجارية من اجل الضغط على رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" حتي يتوقف عن وضع العراقيل أمام صفقة تبادل الأسرى.
حيث أكد قادة المتظاهرين بأن العثور على الجثامين لا ينبغي أن تكون مصدر تفاخر، ولكنه شهادة عار على الشعب الإسرائيلي ، وعبّروا عن اعتقادهم بأنه :
«كان واضح للحكومة وللجيش بأن (حماس) قد أمرت عناصرها والمسؤولين عن حراسة المختطفين الإسرائيليين لديها، بقتلهم في حالة اقتراب قوات الجيش الإسرائيلي، ونشوء خطر تحريرهم بالقوة».
وواصلت عائلات الأسرى، اتهاماتها لحكومة نتنياهو بالقول إن :
«الحكومة تعرف أن عدد كبير جد من الأسرى قُتل، إما نتيجة العمليات الإسرائيلية أو نتيجة لعمليات حماس ، أو نتيجة لظروف أسرهم وتعرف أيضاً الحكومة أنه على الرغم من الحرب المستمرة منذ 11 شهر فإن إسرائيل لم تتمكّن من تحرير إلا 8 أسرى أحياء بالقوة، ولكنها حرّرت 110 أسرى في صفقة تبادل، لذلك فإن الصفقة تعتبر هي الحل، وعرقلتها جريمة قتل للاسري».
وتوجّه المنتدى الخاص بعائلات المختطفين لقادة النقابات العامة، والسلطات البلدية والمحلية بشكل عام ، من اجل القيام بواجب الحد الأدنى من التضامن مع عائلات المختطفين، لإنقاذ أبنائهم وبناتهم، وذلك بإعلان الإضراب العام حتى تفهم الحكومة بأن الشعب الاسرائيلي مع المختطفين وليس مع هدر أرواحهم .
المظاهرات كانت بدأت في مساء يوم السبت، بمشاركة عشرات ألوف المواطنين، مما جعل مسؤول في قيادة المنتدى يؤكد إن :
«حملة الاحتجاج بدأت تسترد أنفاسها، بعد أسابيع عديدة من تراجع المشاركة الجماهيرية».
وعاد للشوارع حوالي 170 ألف متظاهر، اغلبهم في مظاهرات داخل تل أبيب، والباقي في 80 مظاهرة بمختلف أنحاء البلاد، ومن أهم الدلائل على نجاح المظاهرة في استقطاب الجمهور، قيام مجموعات مختلفة من اليمين المتطرف بمظاهرة مضادة داخل تل أبيب وشتموا فيها المتظاهرين المتضامنين مع عائلات الأسرى، ورش الغاز المسيل للدموع على بعضهم.
وفي بداية المظاهرات داخل تل أبيب عقد «منتدى العائلات» مؤتمراً صحافي أعلن أعضاؤه أنهم سوف ينزلون إسرائيل بداية من الأحد، دون الاعلان عن النشاطات التي ينوون القيام بها ، وكان خطابهم تجاه الحكومة ورئيسها حاداً بشكل خاص، و هذا الأمر كان سبب لهجوم الشرطة عليهم، عند أول مخالفة بعد نزلوهم إلى شارع بيغن ليغلقوه، حتى هاجمتهم فرق خيالة من الحكومة بشراسة، وأصابت حوالي 6 متظاهرين بجراح، ومن بينهم الشابة "نتالي تسنغاركر"، شقيقة الجندي متان، الأسير لدى حركة حماس ، والتي تم نقلها إلى العلاج في المستشفى، وايضا البروفسور "فلاديمير تانك"، رئيس قسم زرع الأعضاء داخل «مستشفى بلينسون» .
وفرّقت بعض القوات مظاهرتين أمام بيت وزير التعليم "يوآف كيش"، داخل بلدة كفار سابا، ووزيرة المواصلات "ميري ريجف"، في منطقة تل أبيب، واعتقلت اربعة منهم.
وحرص منظمين المظاهرات على اظهار مختطفات تم إطلاقها من الأسر في الصفقة التي تم أُبرمها في شهر نوفمبر الماضي من أسر حركة حماس ، واللواتي حاول نتنياهو ان يستخدمهم في دعايته .
حيث قالت نوعاما ساهر كلدرون، بإنها تتوجها بكلماتها إلى نتنياهو قائلة :
«في كل مرة أراك تُفشل الصفقة، أشعر بطعنة في الظهر توجهها لي ولكل واحد من المختطفين. أنت تخون المختطفين وتخون الدولة التي اختارتك رئيساً لحكومتها... الدولة تحت قيادتك تخون أبناءها وبناتها. والآن أتوجه للدولة بنداء استغاثة: لا تخوني أبناءك مرة أخرى».
وقالت ايضا عيناف، والدة الجندي الأسير، "متان تسنغاركر"، ووالدة نتالي، :
"إن ابنها وقع في الأسر وهو حي، لكن نتنياهو ووزراءه الأعضاء في الكابينت حكموا عليه بالإعدام ،باستثناء وزير الدفاع يوآف غالانت، حيث قرر الوزراء السير وراء نتنياهو وإجهاض صفقة التبادل، بذريعة محور فيلادلفيا ، وبذلك يكونون قرروا بوعي كامل إصدار حكم الإعدام".
وتابعت قائلة :
"يحلو لنتنياهو أن ينادوه بسيد الأمن، ولكنه في الحقيقة سيد الموت".
فنهجه سوف يقود إلى مقتل مَن تبقّى حي من المختطفين، وهناك طريقة واحدة فقط لإيقافه، وهي عن طريق عزله عن الحكم، وهذا رجل خطير على إسرائيل، ولا بد من ان يتم تغييره .