أكدت الهيئة العامة للأرصاد الجوية العراقية أن الضوء الساطع الذي شوهد في سماء العراق الليلة الماضية كان بسبب احتراق نيزك في الغلاف الجوي. ويأتي هذا التوضيح الرسمي الذي نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع) رداً على المخاوف الواسعة التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العديد من المواطنين العراقيين عن خوفهم وارتباكهم بشأن الحادث. وطمأنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية الجمهور بأن الحدث طبيعي ولا يشكل أي خطر، مؤكدة أن الضوء مجرد نيزك تفكك أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض.
والجدير بالذكر، كان رد الفعل الأولي على رؤية النيزك هو الفزع، حيث تكهن العديد من العراقيين حول سبب الضوء غير المعتاد. وانتشرت الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة، حيث أبدى البعض قلقهم من أن الوميض الساطع قد يكون مرتبطًا بحدث أكثر خطورة، مثل انفجار أو جسم طائر مجهول الهوية. وتدخلت الهيئة العامة للأرصاد الجوية لتوضيح الأمر، موضحة أن النيازك من الأحداث الشائعة وأنها غالبًا ما تحترق عند دخولها الغلاف الجوي، مما يخلق عرضًا ضوئيًا مذهلاً تم رصده في السماء.
النيازك هي شظايا صغيرة من الكويكبات أو المذنبات تدخل الغلاف الجوي للأرض من الفضاء الخارجي. عندما تصطدم هذه الصخور الفضائية بالغلاف الجوي، تتعرض لاحتكاك شديد مما يجعلها تسخن وتتوهج. تحترق معظم النيازك بالكامل قبل أن تصل إلى سطح الأرض، وهذه العملية هي التي تنتج مسارات الضوء الساطعة التي يشار إليها غالبًا بالنجوم الساقطة. النيزك الذي تسبب في الضوء الذي شوهد فوق العراق اتبع نفس العملية، حيث تفكك أثناء مروره عبر الغلاف الجوي دون أن يسبب أي ضرر.
كما تناول بيان هيئة الأرصاد الجوية القلق بين المواطنين العراقيين، مشيرة إلى أن الخوف ينتشر بسرعة بسبب المعلومات غير المؤكدة التي يتم تداولها عبر الإنترنت، وان وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من كونها أداة قيمة للتواصل، يمكن أن تساهم أحيانًا في إثارة الذعر العام عندما لا تستند الشائعات إلى حقائق علمية. في هذه الحالة ساعد الإجراء السريع الذي اتخذته هيئة الأرصاد الجوية العراقية في تهدئة هذه المخاوف من خلال تقديم تفسير واضح وواقعي للحدث. وأكد البيان أن النيازك مثل التي شوهدت في العراق هي ظواهر طبيعية تحدث بانتظام في أجزاء مختلفة من العالم، ونادراً ما تشكل أي خطر على حياة الإنسان أو ممتلكاته.
ورغم الإنذار الأولي، فمن المهم أن ندرك أن مشاهدة النيازك ليست نادرة، فالأرض تتعرض باستمرار لقصف الحطام الفضائي، رغم أن الغالبية العظمى منه يحترق في الغلاف الجوي قبل أن يصل إلى الأرض. وفي حالات نادرة، يمكن للنيازك الأكبر أن تخترق الغلاف الجوي وتضرب سطح الأرض، ولكن حتى في هذه الحالة فإن احتمالية حدوث مثل هذا الحدث الذي يسبب أضراراً كبيرة منخفضة للغاية. ومعظم النيازك التي تصل إلى الأرض تهبط في مناطق غير مأهولة أو في المحيط، الذي يغطي أكثر من 70٪ من سطح الكوكب.
كما أكدت هيئة الأرصاد الجوية العراقية للمواطنين أنها ستواصل رصد أي أحداث فلكية مهمة وتقديم تحديثات في الوقت المناسب لمنع المعلومات المضللة والقلق العام. كما شجع البيان الناس على الاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات عند حدوث مثل هذه الأحداث، بدلاً من الاعتماد فقط على تكهنات وسائل التواصل الاجتماعي.