أعلنت وزارة الخارجية العراقية يوم الخميس عن تأجيل موعد الإعلان الخاص بنهاية مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وجاء في البيان أن التأجيل نتج عن "التطورات الأخيرة" دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه التطورات.
مناقشات حول انسحاب المستشارين العسكريين
وفقًا للبيان، ناقشت اللجنة العسكرية العليا المشتركة بين العراق والولايات المتحدة، والتي تضم مسؤولين من كلا البلدين، تفاصيل انسحاب المستشارين العسكريين من المواقع المختلفة في العراق. وقد عملت اللجنة في الأشهر الماضية على تقييم تهديد تنظيم داعش بهدف تحديد موعد نهائي لإنهاء مهمة عملية "العزم الصلب". وشملت المناقشات أيضًا تحديد الترتيبات الخاصة بترتيب انسحاب المستشارين من المواقع العسكرية.
وأشار البيان إلى أن "العمل على الاتفاق كان متقدمًا جدًا، ولكن بسبب التطورات الأخيرة، تم تأجيل إعلان نهاية مهمة التحالف الدولي في العراق". وأضاف البيان أن ما تبقى هو الاتفاق على التفاصيل النهائية وتحديد تاريخ الإعلان وبعض الجوانب اللوجستية الأخرى.
تأثير التوترات الإقليمية على قرار التأجيل
العراق، الذي يعد حليفًا نادرًا للولايات المتحدة وإيران، يواجه تعقيدات جيوسياسية كبيرة. فقد شهدت البلاد تصاعدًا في الهجمات والاعتداءات المتبادلة منذ اندلاع النزاع في غزة في أكتوبر. في 5 أغسطس، تعرضت قاعدة عسكرية أمريكية في العراق لهجوم أسفر عن إصابة خمسة جنود أمريكيين، مما يعكس تزايد التوترات في المنطقة.
في هذا السياق، أفادت المصادر العراقية بأن العراق يسعى لبدء انسحاب التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في سبتمبر، مع انتهاء المهمة رسميًا بحلول سبتمبر 2025. هناك احتمالات لبقاء بعض القوات الأمريكية في العراق في دور استشاري، بناءً على مفاوضات جديدة.
التوازن بين الحلفاء وتأثيره على القرارات
تعكس هذه الحالة التحديات التي يواجهها العراق في الحفاظ على توازن دقيق بين علاقاته مع الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى القضايا الأمنية الإقليمية. كما يعكس القرار بتأجيل الإعلان مدى تعقيد الموقف الذي يتطلب معالجة دقيقة للعلاقات الدولية والتطورات الأمنية على الأرض. التوترات الحالية تشير إلى تأثيرات أوسع على القرارات المتعلقة بوجود القوات العسكرية الدولية في العراق، ودورها في ضمان الاستقرار والأمن في البلاد.
إن التأجيل يعكس أيضًا مدى تعقيد عملية اتخاذ القرار في ظل الظروف الأمنية والسياسية المتقلبة. في نهاية المطاف، سيكون للعراق دور محوري في تحديد مستقبل العلاقات مع التحالف الدولي والإجراءات المتخذة لضمان تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.