حذرت شرطة أبوظبي السائقين بشكل جاد من مخاطر القيادة المتهورة وإحداث الفوضى في المناطق السكنية، حيث أكدت أن هذا السلوك لن يمر دون عقاب، مشيرة إلى غرامة مالية قدرها 2000 درهم و12 نقطة سوداء على رخصة القيادة للمخالفين. هذه العقوبات قد تتضاعف وتؤدي إلى عواقب أشد إذا استمر السائقون في ارتكاب المخالفات وتجميع النقاط السوداء.
في إطار حملة توعوية جديدة، نشرت شرطة أبوظبي مقطع فيديو مدته دقيقة وربع على منصة التواصل الاجتماعي "X". يسلط الفيديو الضوء على التأثير السلبي للقيادة المتهورة والضوضاء التي تتسبب فيها على العائلات التي تعيش في أحياء سكنية هادئة. ويهدف الفيديو إلى توجيه رسالة واضحة للمجتمع حول أهمية القيادة المسؤولة واحترام الآخرين.
يبدأ الفيديو بمشهد عائلي هادئ داخل منزل إماراتي. تظهر العائلة المكونة من أربعة أفراد جالسين في غرفة المعيشة، وفجأةً ينقطع هذا الهدوء بسبب صوت محرك سيارة مرتفع وإطارات تصدر صريرًا عاليًا خارج المنزل. تتحول الكاميرا إلى مشهد لسيارة رياضية يقودها شاب بتهور على الطريق، مع تسارع خطير وانزلاقات متكررة.
بعد هذا المشهد، يعود التركيز إلى داخل المنزل، يظهر الطفل الصغير وهو في حالة من الخوف والارتباك، ويسأل والده: "أبي، ما الذي يحدث؟" فترد عليه شقيقته الصغيرة، التي يبدو عليها القلق، قائلة: "أنا خائفة". يحاول الأب طمأنة أطفاله قائلاً: "لا تقلقوا، هؤلاء مجرد شباب متهورون في الحي." ولكن رغم كلماته، يبدو على الأب القلق والاهتمام بما يجري.
تتدخل الأم، وهي أيضاً منزعجة مما يحدث، وتقول: "إنهم يرعبون الجميع بهذه التصرفات"، معبرة عن الخوف الذي تشعر به الأسرة جراء هذه الفوضى. يقرر الأب التحرك ويخرج من المنزل للحديث مع الجيران. يسأل جاره: "هل سمعت هذه الأصوات؟ يجب أن نقدم شكوى." يجيبه الجار، الذي يبدو مستاءً أيضًا: "نعم، سمعناها. هؤلاء الشباب المزعجون، يجب أن نضع حدًا لتصرفاتهم."
في المشهد الأخير، يظهر دورية شرطة أبوظبي وهي توقف السائق المتهور، يتحدث الضابط مباشرة إلى الجمهور قائلاً: "أيها السائقون، الضوضاء سلوك غير حضاري يشوه صورة المجتمع ويسبب الإزعاج ويزرع الخوف في نفوس الآخرين. لذلك، تجنبوا القيادة المتهورة في المناطق السكنية." ويشدد الضابط على العقوبات المترتبة على هذا السلوك، حيث يُذكّر بأن القيادة التي تسبب الضوضاء تعرض صاحبها لغرامة مالية قدرها 2000 درهم بالإضافة إلى 12 نقطة سوداء.
الفيديو رغم قصره، يعبر بوضوح عن التأثير النفسي والاجتماعي للقيادة المتهورة. فهو يظهر كيف تؤثر مثل هذه التصرفات ليس فقط على السائقين المتهورين أنفسهم، بل أيضًا على العائلات البريئة التي تعيش في هذه الأحياء، وتبحث عن السلامة والأمان. باستخدام مشاهد واقعية وشخصيات يمكن للجميع أن يتفاعل معها، يرسل الفيديو رسالة قوية تدعو السائقين إلى التفكير في تأثير أفعالهم على المجتمع.
شرطة أبوظبي تواصل التأكيد على أهمية السلامة المرورية وضرورة التزام السائقين بالقوانين. فإلى جانب المخاطر المباشرة التي تشكلها القيادة المتهورة على المشاة والسكان، فإن الضوضاء العالية الناتجة عن السيارات المسرعة تزعج الهدوء وتخلق حالة من الخوف، خاصة للأطفال وكبار السن.
تأتي هذه الحملة كجزء من جهود أوسع تبذلها السلطات في أبوظبي لتحسين السلامة المرورية والحد من الحوادث الناتجة عن القيادة الطائشة. من خلال مبادرات التوعية وتطبيق صارم للقوانين المرورية، تسعى الشرطة إلى تعزيز ثقافة القيادة المسؤولة واحترام الآخرين على الطرق.
ان تحذير شرطة أبوظبي من القيادة المتهورة لا يتعلق فقط بفرض الغرامات والعقوبات، بل يهدف أيضًا إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية. السائقون مطالبون بالتفكير في تأثير تصرفاتهم على الآخرين، والالتزام بالقيادة بحذر وهدوء، خاصة في المناطق السكنية التي تتطلب مراعاة الأمان والراحة لسكانها.