لقي 52 شخصًا مصرعهم وأصيب 20 آخرون في حادث انفجار مأساوي وقع في منجم فحم بمدينة طبس، التابعة لمحافظة خراسان الجنوبية في شرق إيران. الحادث الذي وقع في واحد من أكبر المناجم في المنطقة أثار حالة من الحزن والغضب، حيث تسبب في فقدان العديد من الأرواح وإصابة عدد كبير من العمال.
بحسب تصريحات السلطات المحلية في محافظة خراسان الجنوبية، نتج الانفجار عن تسرب غاز الميثان في القطاعين الثاني والثالث من المنجم، واللذين تديرهما شركة "معدنجو" المتخصصة في استخراج الفحم. ويُعتبر غاز الميثان من الغازات شديدة الخطورة، إذ إنه قابل للاشتعال والانفجار عند توافر الشروط المناسبة لذلك، مما يجعله تهديدًا دائمًا لسلامة العمال في المناجم.
توجهت الفرق الإنقاذية بسرعة إلى مكان الحادث، محاولة إنقاذ العمال المحاصرين داخل المنجم، لكن الظروف كانت بالغة الصعوبة، حيث أدت طبيعة الانفجار وتراكم الغبار والغازات السامة إلى عرقلة جهود الإنقاذ. وبالرغم من هذه التحديات، تمكنت الفرق من إنقاذ عدد من العمال المصابين، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. لكن للأسف، فإن معظم الضحايا لقوا حتفهم على الفور نتيجة الانفجار الشديد.
وفي هذا الصدد، سارعت السلطات الإيرانية إلى فتح تحقيق في الحادث لتحديد الأسباب الدقيقة وراء انفجار غاز الميثان. وتشير المعلومات الأولية إلى أن تسرب الغاز ربما نتج عن خلل في أنظمة التهوية داخل المنجم، والتي يجب أن تعمل بفعالية لمنع تراكم الغازات القابلة للاشتعال. يُذكر أن مثل هذه الحوادث ليست جديدة في إيران ، حيث سبق وأن شهدت البلاد حوادث مماثلة في بعض مناجم الفحم، مما يثير تساؤلات حول مستوى الأمان في هذه المنشآت ومدى الالتزام بالمعايير الدولية لسلامة العمال.
وقد عبّر العديد من المواطنين والمسؤولين عن حزنهم وغضبهم إزاء الحادث، مطالبين باتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث. وصرح أحد المسؤولين المحليين: "نحن نتعامل مع هذا الحادث بجدية بالغة، وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمعرفة ما حدث ومن المسؤول. سلامة عمال المناجم يجب أن تكون دائمًا على رأس الأولويات".
أصدرت الحكومة الإيرانية بيانًا رسميًا قدمت فيه تعازيها لأسر الضحايا، وأعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق تضم خبراء في مجال التعدين والسلامة الصناعية لدراسة الحادث وتقديم تقرير مفصل حول أسبابه والإجراءات المطلوبة لتجنب حوادث مماثلة في المستقبل. كما تعهدت الحكومة بتقديم دعم مالي وعاطفي لأسر الضحايا والجرحى، إضافة إلى توفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين.
ومن جانبه، أشار أحد الخبراء في مجال التعدين إلى أن إيران تحتاج إلى تحسين بنيتها التحتية في قطاع المناجم، لا سيما فيما يتعلق بأنظمة التهوية ومراقبة الغازات السامة. وقال: "يجب على الشركات التي تدير المناجم أن تكون أكثر حرصًا على تطبيق معايير السلامة الدولية، فحياة العمال لا تقدر بثمن".
يأتي هذا الحادث في وقت تواجه فيه إيران تحديات اقتصادية كبيرة، مما قد يدفع بعض الشركات إلى التغاضي عن جوانب السلامة لتقليل التكاليف وزيادة الإنتاج. لكن حادثة مدينة “طبس” المؤلمة تسلط الضوء على الثمن الذي قد يدفعه العمال عندما يتم إهمال جوانب الأمان والسلامة في بيئات العمل.