كشف المركز الوطني للزلازل في سوريا عن رصد ثمانية زلازل صغيرة في عدة محافظات خلال 24 ساعة، ورغم أن هذه الزلازل ليست قوية إلا أنها لفتت الانتباه بسبب وقوعها في مواقع متعددة في مختلف أنحاء البلاد، و خلال مدة قصيرة. وتفاوتت شدة هذه الأحداث الزلزالية، حيث تراوحت شدتها بين 1.4 إلى 3 درجات على مقياس ريختر.
سلسلة من الزلازل الصغيرة المسجلة في سوريا
من بين المناطق المتأثرة كانت المنطقة الواقعة شرق حماة، حيث وقعت ثلاثة من الزلازل الثمانية المسجلة، وقد تم رصد هذه الهزات على مسافات 22 كم و28 كم و29 كم من المدينة. ويكتسب النشاط الزلزالي في هذه المنطقة أهمية خاصة نظراً لقرب الزلازل من بعضها البعض، مما يشير إلى تحركات تكتونية محلية. وعلى الرغم من شدتها المنخفضة نسبياً، إلا أن سلسلة الزلازل في هذه المنطقة أثارت مخاوف بشأن حدوث هزات ارتدادية محتملة أو زيادة النشاط الزلزالي في المستقبل القريب.
زلزال في لواء اسكندرون واللاذقية
كانت لواء اسكندرون، الواقعة على بعد 44 كم شمال غرب إدلب، منطقة أخرى سجلت فيها هزة أرضية. وقد شهدت هذه المنطقة، التي تقع بالقرب من الحدود مع تركيا ، نشاطًا زلزاليًا في الماضي، مما يجعل هذا الزلزال الأخير جزءًا من نمط مستمر. وعلى الرغم من أن حجم الهزة طفيف، إلا أنه بمثابة تذكير بضعف المنطقة في مواجهة الأحداث الزلزالية.
بالإضافة إلى لواء اسكندرون، شهدت محافظة اللاذقية الساحلية زلزالين، وقع أحدهما على بعد 64 كم شمال غرب المدينة والآخر على بعد 27 كم جنوب غربها. وتقع اللاذقية، كونها قريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من خطوط الصدع الجيولوجية الهامة، والتي تساهم في النشاط الزلزالي في المنطقة. ورغم ضعف الزلازل في هذه المنطقة، إلا أنها قد تشير إلى إجهاد على طول هذه الصدوع، مما قد يؤدي إلى أحداث زلزالية أقوى.
طرطوس والحدود السورية اللبنانية
سجلت محافظة طرطوس زلزالين إضافيين، وقد وقع الزلزال الأول على بعد 46 كيلومتراً جنوب شرق طرطوس، بينما وقع الزلزال الثاني على بعد 43 كيلومتراً إلى الجنوب، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية. كما تشتهر هذه المنطقة بنشاطها الزلزالي بسبب التفاعلات التكتونية المعقدة بين الصفيحتين العربية والأفريقية. ويشير قرب هذه الزلازل من الحدود إلى أن الطاقة الزلزالية قد تؤثر على منطقة أوسع، وتمتد إلى لبنان المجاور.
التداعيات والاحتياطات
علي الرغم كم ضعف هذه الزلازل ، فإن وقوع أحداث زلزالية متعددة في فترة قصيرة يسلط الضوء على الحاجة إلى المراقبة والاستعداد المستمرين. ويواصل المركز الوطني للزلازل متابعة هذه الأنشطة عن كثب، وتوفير بيانات قيمة يمكن أن تساعد في التنبؤ بالأحداث الزلزالية المستقبلية. وينصح السكان في المناطق المتضررة بالبقاء على اطلاع بشأن استعدادات الزلازل واتباع أي تعليمات أمان صادرة عن السلطات المحلية.
إن سلسلة الزلازل الصغيرة الأخيرة في سوريا بمثابة تذكير بالنشاط الزلزالي في البلاد. ورغم أن الهزات المسجلة لم تكن شديدة، فإن توزيعها عبر مناطق مختلفة يؤكد على أهمية رصد الزلازل والاستعداد لها. ومع استمرار المركز الوطني للزلازل في جهوده لتتبع وتحليل هذه الأحداث، فمن الأهمية بمكان أن يظل السكان يقظين ومطلعين على المخاطر المحتملة، وخاصة في المناطق التي لها تاريخ من النشاط الزلزالي.