أظهرت أحدث الأبحاث خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام (ESMO) في برشلونة تقدماً ملحوظاً في علاج السرطان فقد تم تقديم نتائج دراسات تبشر بتطورات هامة، منها فوائد الرضاعة الطبيعية بعد علاج سرطان الثدي، وعلاج مناعي مزدوج يظهر فعالية كبيرة ضد سرطان الرئة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص العلاجات وفقاً لبيانات دقيقة كما تم عرض نتائج استثنائية في علاج أنواع نادرة من السرطان المرتبط بالحمل، مما يفتح أبواب الأمل للمرضى في شفاء أكثر فعالية وحفاظ على جودة الحياة
في إطار التقدم الكبير في مجال مكافحة السرطان، قدم المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام (ESMO) الذي عُقد في برشلونة عرضاً لمجموعة من الإنجازات العلمية والتكنولوجية الهامة، مما يعطي الأمل في تحسين العلاجات وتوفير خيارات جديدة للمرضى وقد عرض المؤتمر نتائج دراسات مبتكرة تشمل استخدام الذكاء الاصطناعي في تخصيص العلاج، إلى جانب تقديم علاجات جديدة ومثيرة لمكافحة أنواع مختلفة من السرطان
من أبرز ما تم الكشف عنه هو أن الدراسات أظهرت نتائج إيجابية بشأن إمكانية الرضاعة الطبيعية بعد علاج سرطان الثدي فقد أكدت دراستان دوليتان عرضتا في المؤتمر أن النساء اللواتي خضعن للعلاج المضاد لسرطان الثدي لا يواجهن زيادة في احتمالية عودة المرض عند إرضاعهن بعد العلاج، حتى في الحالات التي تحمل فيها النساء الطفرة الجينية (BRCA) التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان هذه النتائج تعد بمثابة تطور مهم، حيث كانت هناك مخاوف سابقة تتعلق بتأثير الحمل والرضاعة على مستويات الهرمونات وإمكانية عودة المرض
في سياق آخر، قدمت نتائج دراسة جديدة في المرحلة الثانية لفعالية علاج مناعي مزدوج لسرطان الرئة غير صغيرة الخلايا يهدف هذا العلاج إلى دمج نوعين من العلاجات المناعية مع العلاج الكيميائي، وقد أظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في استجابة المرضى وانحسار الورم لديهم هذا النوع من العلاج يعزز من قدرة جهاز المناعة على محاربة الأورام بشكل أكثر فعالية
كما تم الإعلان عن تقدم ملحوظ في علاج نوع نادر جداً من السرطان المرتبط بالحمل، والذي يتطور من المشيمة بفضل الدمج بين العلاجين المناعي والكيميائي، تم القضاء على 96% من حالات السرطان في دراسة عرضت في المؤتمر، مما يعد نتيجة استثنائية ويعزز الأمل في علاج هذا النوع النادر من السرطان
التطورات في الذكاء الاصطناعي كانت أيضاً جزءاً مهماً من المؤتمر، حيث تم عرض نموذج ذكاء اصطناعي جديد يعتمد على قاعدة بيانات ضخمة تضم أكثر من مليار صورة للأورام من حوالي 30 ألف مريض هذا النموذج يهدف إلى رصد التشوهات الجزيئية والطفرات التي قد لا تكون مرئية للعين البشرية، مما يفتح المجال لتوفير علاجات مخصصة لكل مريض استناداً إلى بيانات دقيقة وشاملة
أضاف فابريس أندريه، مدير الأبحاث في مركز غوستاف روسي الفرنسي لمكافحة السرطان، أن العلاج المناعي المدمج مع العلاج الإشعاعي قبل الجراحة سيعزز من معدلات الشفاء لعدد متزايد من أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي والمثانة وعنق الرحم هذا التقدم يسمح بالحفاظ على الأعضاء المتضررة، مما يحسن نوعية حياة المرضى ويجنبهم الحاجة إلى عمليات جراحية كبيرة
في ختام المؤتمر، عرضت الدراسات أيضاً نتائج واعدة بشأن الحفاظ على المستقيم بعد الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي، مما يشير إلى تقدم في إمكانية تجنب الجراحة من خلال العلاجات الجديدة كما تم التطرق إلى التقدم في علاج أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الأنف والأذن والحنجرة وسرطان الرئة، مما يعكس بداية عصر جديد في معالجة السرطان وتقديم أمل جديد للمرضى حول العالم.