شركة «أوبن إيه آي»، اطلقت نموذج توليدي جديد للذكاء الاصطناعي «o1» وهو قادر على التفكير والإجابة عن العديد من الأسئلة الأكثر تعقيداً، خصوصاً في مجالات الرياضيات، وتأمل «تشات جي بي تي» من خلاله ان تقلل من احتمالات الهلوسة التي تصيب هذا النوع من البرامج احيانًا.
أكدت شركة «أوبن إيه آي» في بيان تم نشره لها عبر الإنترنت أن النموذج التوليدي الجديد (o1) يُفكّر قبل إعطاء الإجابة ، و إطلاق هذا النموذج يشكل خطوة جديدة للشركة نحو تحقيق اهدافها التي تتمثل في تطوير الذكاء الاصطناعي عمومًا، أي الذكاء الاصطناعي المُشابه لذكاء البشر .
وتوجّه "سام ألتمان" رئيس شركة «أوبن إيه آي»، عبر منصة «إكس» بالتهنئة لفريق عمل شركته على هذا النموذج الجديد من الذكاء الاصطناعي القادر على التفكير بطريقة عامة وأكثر تعقيد .
ولكنّه أقرّ بأن هذه التكنولوجيا مازالت غير كاملة، ومازالت محدودة، وتبدو أكثر إبهار عند استخدامها للمرة الأولى عما تبدو بعد استخدامها لمزيد من الوقت .
ووفّرت شركة «أوبن إيه آي» الإصدار التجريبي الجديد من «o1» بداية من يوم الخميس الموافق 12 سبتمبر 2024 ، والذي سوف يكون متاح في مرحلة أولى لمن يستخدمون «تشات جي بي تي»، لقاء دفع رسوم .
وأجرت وكالة الصحافة الفرنسية اختباراً لنموذج الذكاء الاصطناعي الجديد «o1» من خلال طرح أسئلة منطقية بسيطة عليه، وحقق البرنامج النتائج نفسها التي حققها «GPT-4o»، لكنه استغرق مزيد من الوقت، وأعطى تفاصيل أكثر وتوضيحيه عن إجاباته، بدل من أن يولّدها على الفور تقريباً .
ويوجد فارق آخر يتمثل في عدم مقدرة النموذج الجديد في الوقت الراهن على معالجة أو إنشاء اي محتوى آخر غير النصوص.
وجاء إطلاق نموذج «o1» في وقت تسعى فيه شركة «أوبن إيه آي» إلى جمع اكتتابات ترفع بها قيمتها إلى حوالي 150 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أغلى الشركات الغير مدرجة في البورصة علي مستوي العالم، حسب تصريحات وسائل الإعلام الأميركية.
و قائمة المستثمرين المكتتبين تشمل مجموعة «مايكروسوفت» وتشمل شركة «إنفيديا» العملاقة لتصنيع الرقائق ، وتداولت وسائل الإعلام أسماء مجموعة اخري من الجهات مثل مجموعة «أبل» التي تستخدم بالفعل تكنولوجيا الشركة الناشئة في نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي التوليدي، و تتضمن كذلك شركة الأسهم الخاصة «ثرايف كابيتال»، وشركة «إم جي إكس» للاستثمار التكنولوجي التي قام بتأسسها مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.
تتنافس كل المجموعات التكنولوجية الكبرى، مثل «مايكروسوفت» ،و«غوغل» ،و«ميتا» مالكة لتطبيق فيسبوك و تطبيق إنستجرام ، على توفير الأدوات التي تهدف لمساعدة البشر في مهام الحياة اليومية، وكتابة رسائل التعليم والإبداع الفني.
ولكنّ أدوات المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي، لا تتعدي كونها مجرّد آلات تتنبأ بشكل مقنع بتسلسلات الكلمات أو بترتيب وحدات البكسل، ولكن بدون اي تفكير، وبالتالي بدون فهم الجمل أو الصور التي تولّدها.
من هنا، تم ملاحظة أن هذه النماذج التي يتم تدريبها بواسطة كمّ كبير من البيانات المأخوذة من الإنترنت، قد تهلوس عن طريق اختراع وقائع ومعلومات غير دقيقة، وقد تجد بعض الصعوبة في حل المسائل الرياضية البسيطة.
وأفادت شركة «أوبن إيه آي» بأنها جرّبت نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد في مجال حل المسائل الرياضية أو في مجال إنتاج سطور من التعليمات البرمجية، واكدت أن «(o1) ينافس أداء الخبراء البشريين في العديد من الاختبارات المعيارية التي تتطلب قدرة كبيرة على التفكير .
وأضافت أن برنامج «o1» حلّ من بين أفضل 500 تلميذ في مسابقة رياضيات للمدارس الثانوية الأميركية ،وشرحت «أوبن إيه آي» بأن برنامج (o1) يستخدم سلسلة من الأفكار، كما يفعل الإنسان بالضبط و هي التي تمكنه من التفكير لوقت طويل، قبل الإجابة عن سؤال صعب .
وأوضحت بأنه يتعلّم عن طريق التعرّف على أخطائه وتصحيحها، و تقسيم الخطوات الصعبة إلى خطوات بسيطة وسهلة، ويتعلم تجربة نهج جديد مختلف عندما لا ينجح النهج الأولي .
ومع أن النموذج الجديد للذكاء الاصطناعي يهلوس أقل من النموذج السابق ، لا يمكن القول إن الهلوسة تم حلها نهائيا ، وفق تصريحات الباحث في «أوبن إيه آي»، جيري تووريك .